الحلم العربي كبير كالثور .. واسع كعيون الثور.. قوي كجسم الثور.. لم تعطه المجالس العربية مكانته.. يُستثنى (الشلّة) المتناغمة.. القادرة على استحلاب السماء وظائف.. تستطيع العزف ليلا ونهارا.. تعرف أن أهم عصب الحلم العربي هو عصب تجميع الأموال.. حتى من جيب المواطن.. يرون العاطلين غير مؤهلين.. البعض يرونهم همجا يجب تجنبهم مع الاحتقار.. هل كان هذا ضمن قائمة الأشياء المستوردة؟!.. حتى تجميع الأموال من مواقف السيارات والشوارع، أصبحت مهنة، في زمن انتظار أن تمطر السماء وظائف.. وزارات عاجزة.. بلديات لا تستطيع إدارة موقف سيارة، فكيف لها أن تدير مصالح مدينة؟!.. الحلم العربي عُملة يصعب قبولها، في ظل عجز المواطن عن صرفها.. (نفق) صغير، لا يزيد طوله عن طول قرن ثور غجري من افريقيا، عطّل مصالح الناس مرتين.. والسبب، الحلم العربي في التصميم.. فجر نبعا في جدار النفق.. هكذا دون مقابل.. هناك من استنكر.. عطّلوه للقضاء على النبع الفوار.. هل كان النبع (إثارة فجة)؟!.. تتحدث المجالس أيضا عن غلاء المعيشة، ولا تجد الحل.. تتحدث عن غلاء المهور، ولا تجد الحل.. تتحدث عن ارتفاع إيجارات المنازل، ولا تجد الحل.. تتحدث عن الفساد والتجاوزات، ولا تقدم دليلها، خوفا على مصالحها.. تتحدث المجالس عن البطالة، ولا تجد الحل.. [إن الذين ينتظرون أن تمطر السماء عليهم وظائف حكومية، عليم أن ينتظروا طويلا].. كلام قاس.. صفعة في وجه محتاج.. حجر يدمي قلوب العاطلين.. ما هي الوظائف البديلة المطروحة؟!.. هل أصبح مصطلح [أولاد الشوارع] مهنة في وزارة العمل؟!.. تتحدث المجالس أيضا عن الزحمة التي (دشنتها) أمانة الشرقية في شوارع سوق الدمام.. ترويض البشر نشاط جديد للبلديات أيضا.. زوروا الشوارع : (17، 16، 15، 14، 13، وشارع رقم 12).. زوروها في الصباح.. في الظهر.. في العصر.. بعد صلاة العشاء.. زوروها في منتصف الليل.. زوروا ليلا الشوارع الفرعية لتلك الشوارع.. زوروها لتشاهدوا فيلم التحدي في تلك الأزقة.. أمانة الدمام تنفذ مشكورة المشاريع التي يقولون عنها : مشاريع تطوير وتجميل.. لكنهم لا يعترفون بوجود بشر في مناطق المشاريع.. يعتمدون على مقياس (طنّش) الحضاري.. وبعد التنفيذ، يعتمدون على مقياس (دبّر حالك) العربي.. ويستمر حراج المقاييس في الازدهار.. كاتبكم يدعوهم للسكن في حي السوق، وعلى حسابه.. ولمدة سبعة أيام بلياليها، مع الفطور.. بيضة مسلوقة.. أصبح السلق موضة.. بسبب ارتفاع الضغط والسكري والتوتر.. تجاهل حاجات الناس خيبة، وفشل، وتقاعس، وظلم، واستغلال، ومرض.. المدينة ملك سكانها، لا ملك الأمانة.. الناس لهم متطلبات.. ونسمع عن [يسروا ولا تعسروا]، ولا نجدها.. مواقف طولية.. اخترعوها في ساعة حلم.. اخترعوا في ساعة أخرى، الأرصفة التي يصل عرضها إلى (8) امتار.. أربعة أمتار عن شمال الشارع.. وأربعة أخرى عن يمينه.. هل كانوا يتوقعون زيادة البطالة أم زيادة أولاد الشوارع؟!.. تكدست السيارات في بطن الشارع.. كأن المرور شغال عند الأمانة.. (هات يا غرامات)، مع مجالس اجتماعات التطوير والتجميل, ومجالس اختراعات طرق الاستثمار حتى على حساب ذاكرة المدينة وجيب المواطن؟!.. هل يرون المواطنين كائنات مشاكسة مثل الدبابير؟!.. كل الفهم لهم، في أبعاد الزمان والمكان.. ولا نريد أن نسأل من أين لك هذا؟!.. أحياء تأسست (فلل) صغيرة.. أصبحت عمائر تُنتج الزحام والفوضى وقلة الراحة.. وهذا يكفي.. محاولاتي مستمرة للخروج من دائرة نفق (الإثارة الفجة)، إلى فراغ الحلم العربي.. حيث لا راعي ولا حامي.. يمكن لكاتبكم الحديث بدون تناول حبوب المسكنات العربية.. سهل تجرع وفهم الأحلام العربية دون قوة.. في مسارات المجموعة الشمسية المتناقضة.. وبفعل الحرارة والضغط.، امتزجت كافة الأحلام العربية.. أعطت حلما واحدا.. بين كل حلم عربي وآخر، وبسبب تكرار الحرارة والضغط، يتولد حلم عربي جديد مختلف.. آخرها حلم السلام مع العدو.. الحلم العربي طائر حنطي.. يسبح في فضاء الأرض العربية.. أصبحت وظيفته (هش الذباب).. أصبح عاطلا يردد : طاق طاق طاقية.. ينتظر نزول تصريح جديد.