كما هو معلوم لدى الجميع ان التطور الذي شهده قطاع تكنولوجيا الاتصالات على المستوى العالمي والمحلي ساهم وبشكل مباشر في تقريب المسافات بين الدول والمجتمعات، كما غير الكثير من المفاهيم والقيم الاجتماعية والتربوية واصبح العالم شبيها بقرية صغيرة حيث مكن من ايجاد وسائل حديثة وسهلة وغير مكلفة في الاتصال بالآخرين الذين يبعدون عنا مئات بل آلاف الأميال من خلال استخدام الأقمار الصناعية التي أصبحت مثل النجوم في السماء، ومن امثلة ذلك ما نشاهده في هذه الايام من نقل مباشر لمباريات كأس العالم التي تقام في كوريا الجنوبية واليابان. وتعد شبكة الإنترنت آخر صرعات تكنولوجيا الاتصالات، حيث افرزت نوعاً جديداً من التواصل بين الشعوب من خلال استخدام الاجهزة الالكترونية المختلفة كالهاتف الخلوي والكمبيوتر، حيث يتم التخاطب الالكتروني بشقيه المقروء عبر البريد الالكتروني والمسموع والمرئي عبر برامج التخاطب chatting باستخدام شبكة الإنترنت العنكبوتية، وقد وضعت بعض الدول انظمة وقوانين اغلبها غير مكتوبة لمواجهة التحديات التي يفرضها واقع التطور التقني في مجال الاتصالات، ومن ضمنها محاولة التقليل من عمليات الاختراق الثقافي لحماية مجتمعاتها عن طريق استخدام تقنية حجب المواقع. ولقد اتاحت الإنترنت للمنتسبين في المؤسسات التعليمية من أساتذة وطلاب الاستفادة من مصادر المعلومات المختلفة، حيث اتاحت طرقا جديدة وممتعة للتعلم، ووسائل تقنية تدعم الطرق التقليدية في التعليم، فعضو هيئة التدريس أصبح في وضع تحد لاستخدام الامكانيات التي تتيحها الإنترنت وتطويع تقنيات الاتصال عبر الشبكة داخل الفصل الدراسي، ولعلي اختم بالدراسة التي قام بها كل من سلفيا كاركوليان من الجامعة الأمريكية في لبنان وهف بوشر من جامعة ليشستر ببريطانيا ونشرت في عام 2000م حول استخدام وسائل الاتصال الالكترونية في التعليم العالي، حيث اشار الباحثان بعد ان قاما بمقابلة أربعة وعشرين عضو هيئة تدريس يعملون في الجامعة الأمريكية ببيروت، الى ان تغيير اتجاه استخدام وسائل الاتصالات الالكترونية في التعليم العالي سوف يأخذ بعض الوقت، ولتحقيق الاستفادة الكاملة من هذه الوسائل يجب تأمين المصادر التي تساعد على ذلك من اجهزة وبرمجيات، ليتمكن الأساتذة من تحويل المناهج الدراسية من الوسيط الورقي الى الوسيط الالكتروني المتمثل في الإنترنت، وقد اقترحت الدراسة نموذجاً لدعم عمليتي التدريس والتعلم عبر شبكتي الإنترانت والإنترنت لتأمين الاتصال الالكتروني بين عضو هيئة التدريس والطلبة من خلال تواجدهم في الجامعة او خارجها.