استكمالا لما بدأناه في المقالة السابقة عن مكتبات الكليات، اتحدث في هذه المقالة عن مكتبات الكليات التابعة لتعليم البنات والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، فمعرفتي بمكتبات كليات البنات تعود الى عام 1416ه حينما قام احد زملائي بالتعاون مع أحد المكلفين بتطوير مكتبة كلية التربية للبنات الأقسام الادبية في مدينة الرياض بتقديم جزء من وقته لتنظيم هذه المكتبة، وكما يعلم زملاء المهنة بان عدد المتخصصات في مجالنا هذا قليل جدا، كما أن برامج التدريب على رأس العمل شبه معدومة، وعلى معهد الادارة الالتفات الى نصفنا الآخر ووضع برامج تدريب متخصصة لتطويرهن، كما تعاني الباحثات وطالبات الدراسات العليا في الكليات بصفة خاصة من قلة المصادر، كما يندر وجود اخصائيات المعلومات اللواتي يملكن مهارة تقديم الخدمات المعلوماتية ومصادر وجود المعلومات وفن الوصول اليها، وقد علمت في الآونة الأخيرة بأن مكتبة الكلية تعاني من ضعف في ادارتها، فالمكتبة تفتح أبوابها في احيان كثيرة متأخرة، كما انها تغلق ابوابها اثناء فترة الامتحانات بحجة الاستفادة من العاملات في لجان اعمال الاختبارات!! ياللعجب ففي الوقت الذي تعتبر فيه المكتبة من افضل الأماكن للمذاكرة في أوقات الامتحانات لما تتميز به من جو هادئ يساعد على الاستيعاب والتركيز نجد ان مكتبة الكلية ترفض ذلك، ولا تزال الكلية تستخدم تقنية العصر الماضي في فهرسة اوعيتها من خلال اتاحة الفهرس البطاقي، واجهزة الحاسب الآلي المتوفرة لم يستفد منها في هذا الجانب كما ان الزائرات يمنعن من استخدامها، اما بالنسبة للموظفات فبعضهن اذا لم يكن جميعهن غير متخصصات وفي الأصل معلمات كلفن بالعمل في مكتبة الكلية، والكارثة ان من يقوم بعملية اعادة الكتب الى الأرفف المستخدمات اللواتي لا يجدن اللغة العربية، وكما تعرفون بان ذلك سيتسبب دون ادنى شك في تشتتها على الأرفف بحيث يصعب على زائرة المكتبة تحديد مكان الكتاب. جميع هذه الاشكاليات تتواجد في مكتبة واحدة وهذا يجعلنا نفكر في وضع المكتبات في الكليات الأخرى، لذلك آمل من المسؤولين عن كليات تعليم البنات وعلى رأسهم نائب وزير المعارف لتعليم البنات الدكتور القرشي والمسؤولات عن الكليات وعلى رأسهن الأميرة الجوهرة بنت فهد والتي عهدنا منها اهتمامها بالكليات ومنسوباتها، الى الالتفات الى المكتبة بحكم انها الرافد الأساسي للطالبات وعضوات هيئة التدريس والباحثات في الكليات، واللواتي دوما ما يتجهن الى مكتبات الجامعات ومعهد الادارة العامة ومكتب التربية العربي وجهات أخرى عديدة للحصول على مصادر المعلومات المختلفة، ويدفعن المبالغ الطائلة ويسافرون الى البلدان العربية المجاورة في سبيل الحصول على مصادر المعلومات. اما النوع الأخير من مكتبات الكلياتت فهي الكليات التقنية وكليات الاتصالات التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، حيث يبلغ عددها 17كلية منتشرة في مناطق المملكة، واسمحوا لي ان اعتبر هذا أنموذجا مثاليا لمكتبات الكليات حيث يعتبر من اكثر مكتبات الكليات تطورا ومواكبة بالرغم من ضعف مجموعاتها، ويعود الفضل في ذلك الى الله ثم الى اهتمام المسؤولين في المؤسسة بالمكتبات، الذين خططوا لبناء مكتبات متطورة، وقد كان للدكتور خالد الشلاش مدير الادارة العامة للمكتبات بالمؤسسة وسلفه الدكتور صالح المسند دورا في رسم ملامح تطوير مكتبات هذه الكليات، فبالرغم من عدم تخصصه الا انه يبذل جهدا مضنيا في تطوير مكتبات المؤسسة بدأ من ادخال نظام آلي لادارة المجموعات التي تقتنيها المكتبات، وانتهاء بفكرة انشاء مكتبة الكترونية تخدم المؤسسة والمنتسبين لها والمهتمين من خارجها. وفي ظل هذا التباين بين الكليات التابعة لوزارة المعارف وتعليم البنات والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني فانني ادعو المسؤولين بالاهتمام بالمكتبات ودعم العملية التعليمية والبحثية والتوجه الى الجهات الأخرى التي اعطت هذا الجانب الاهتمام الكافي مثل الجامعات ومعهد الادارة العامة للتعاون المشترك واكتساب الخبرات لتطويعها في تطوير مكتبات الكليات، وليكن ذلك من خلال تبادل الزيارات او عقد الندوات لطرح المشكلات والوصول الى التوصيات التي يمكن ان ينتج عنها مكتبات متطورة، غنية بالمعارف، ثرية بالخبرات المعلوماتية.