مما قيل في الحرص على الدنيا من شائب أفناه الدهر قد شاب رأسي ورأس الدهر لم يشب إن الحريص على الدنيا لفي تعب وقال متصاب عجوز شطّ المزار بسعدى وانتهى الأمل فلا خيال ولا رسم ولا طلل إلاّ رجاء فما ندري أندركه أم يستمر فيأتي دونه الأجل ولثلاثة من (ربعنا) الشياب أقول لهم: (لا مسيار ولا مال ولا أمل). هؤلاء الثلاثة المسنون ذهبوا ضحية (هوسهم) بالمتعة أولاً، ثم احتيال وافد عربي لقنهم درسًا لن ينسوه بعد اليوم، وهو أن المال لا يشري بنات الناس مهما كثر، وأنه وإن حدث في حالات قليلة سابقة، فعلى حساب أشياء كثيرة قد تصيب العرض والشرف والسمعة. هؤلاء الثلاثة حسب (الجزيرة 27 أبريل) أكثروا من الحديث عن (المسيار) حتى قرر وافد عربي يعمل لدى أحدهم السخرية بهم والضحك على لحاهم المبيضة من شدة الشيب، الوافد الصديق أوهم الشياب الثلاثة بقدرته على تزويجهم سرًا من قريته في بلده وبعقود نكاح شرعية مع الاحتفاظ بكامل (السرية) بناء على عهود ومواثيق معلنة. وحتى يبدأ المهمة الجليلة والمغامرة المثيرة أعطوه 5 آلاف ريال مقدمًا، فشد رحاله وأحكم فصول احتياله، واتصل بعد أيام قلائل من (قريته) البعيدة مبشرًا بموافقة ثلاث أسر (كريمة) على زواج بناتهن من (المسنين) الثلاثة. وحتى يستكمل تدفق اللعاب من الشيوخ الحالمين، أكد لهم أن هذه الأسر الثلاث من أكثر ما عُرف في القرية من دين واستقامة وتمسك ب (القيم والتعاليم الإسلامية)... ترى القيم والتعاليم هي المهمة بالنسبة للشيوخ، وما عدا ذلك فغير مهم ووسخ دنيا. المهم (خوينا) الوافد المحتال طلب منهم على الفور إرسال 30 ألف ريال لإكمال الصفقة (الحلال) قبل أن يهل (الهلال)، وحتى تكتمل (الأفراح) والليالي (الملاح)، ولعلي أترك لخيالكم اللّماح سرد بقية القصة قبل أن اسكت عن الكلام غير (المباح) !! يا ترى ويش تسمون هالسالفة الصادقة، وكل عام وخصوصيتنا بخير!!