أرجو من أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه إعادة قراءة تصريحه الذي نشرته الصحف يوم الاثنين الماضي الذي قال فيه \"لا بد من الاعتراف بوجود عوامل أسهمت في وجود الضنك\"، وأن يحاول من خلال تأمله لما ورد في التصريح أن يصل إلى نتيجة محددة، فإن اتفق استنتاجه مع استنتاجي الذي سأقوله بعد قليل، فيبلغ مساعده لشؤون الخدمات والنظافة ومدير الإدارة العامة للمكافحة الحشرية والوقاية الصحية \"هذا كله مسمى وظيفة المساعد\" الدكتور عبدالغفار أزهري حتى لا يتكرر مثل هذا الاستنتاج مرة أخرى، وإن اختلف استنتاجه عن استنتاجي، فليبلغ الصحف ويضيف عليه ما يشاء. أمين جدة ذكر جملة أسباب لوجود مرض حمى الضنك \"في جدة ليس من بينها إهمال وتقصير الأمانة\"، ثم ألحق ذلك بتوضيح \"استراتيجية الأمانة\" لخفض معدلات البعوض الناقل للفيروس عن طريق خطتين طويلة وقصيرة المدى ، مشيراً إلى \"النجاح الملحوظ\" الذي حققته الأمانة في القضاء على غالبية مصادر تكاثر البعوض وبؤر توالده ومعالجته والوصول به إلى الحد الأدنى من دون حدوث أي إخلال بالصحة سواء العامة أو البيئية. \" النجاح الملحوظ\" الذي حققته \"الأمانة\" حدث، دون أن يتغير أو يزول أي سبب من الأسباب الستة التي ذكرها الأمين \"معترفا\" بأنها من أسباب وجود الضنك، أي إن الأسباب ما زالت قائمة ومستمرة، بينما الأمانة نجحت خلال الشهور الأخيرة في المكافحة، مع أن \"الأمانة\" ذاتها تكافح كما هو مفروض منذ سنوات أربع وقد رصدت الدولة لهذه المكافحة في المرة الأولى نحو مليار وأربعمئة مليون ريال، لكن السبب الذي تحاشى الأمين الاعتراف به جعل حمى الضنك مستمرة في جدة، حتى تدخلت فيما يبدو قوة سحرية جعلت الأمانة تنجح خلال شهور فيما فشلت فيه سنوات مضت، وتنجح مع استمرار الأسباب ذاتها المسببة للضنك طيلة السنوات ذاتها. مشاريع الصرف الصحي وخفض المياه الجوفية والكباري بدأت قبل \"الضنك\" ومعه وبعده وما زالت مستمرة، وتوافد الزوار والوافدين كان وما زال وسيبقى، والتغيرات الجوية كانت وستبقى، ووعي الناس لم يتغير إلى الدرجة التي تحقق نجاح الأمانة خلال شهرين أو ثلاثة، ومعنى هذا أن هذه الأسباب التي ساقها الأمين تصلح سبباً قديماً قدم الضنك، أما استمرار \"تفشي المرض\" فلا مبرر له ولا تفسير سوى إهمال الأمانة وتقصيرها طيلة السنوات الماضية، بدليل نجاحها أخيراً مع بقاء واستمرار الأسباب التي ذكرها الأمين. على كل حال هذا النجاح الذي حققته الأمانة يفرض تهنئتها على تحقيقه لكنه يتطلب ثلاثة أمور، أولها تأكيد صحة هذا النجاح من الشؤون الصحية بجدة، وثانيها استمراره حتى لا يعود البعوض المسبب للضنك مرة أخرى، وثالثها توضيح سبب هذا النجاح المتأخر الذي كان أهل جدة ينتظرون تحقيقه منذ أن سمعوا عن \"الضنك\" قبل سنوات، هل كان الدعم المالي للمكافحة آنذاك قليلاً ثم تضاعفت الآن، أم إن الأمانة كانت تحتاجه كل هذه السنوات لوضع استراتيجيتها التي بدأت تنفيذها منذ شهور قليلة، أم إن \"البعوض\" نفسه ملّ من الإقامة في العروس وقرر الرحيل، أم إنه أصبح \"ناطقاً\" يطلق أصواتاً تدل وتسهل القضاء عليه؟ أوضحوا رحمكم الله.