الأحد قبل الماضي (29 مارس) فصلت شركة بيجو للسيارات كبير الرؤساء التنفيذيين فيها، وقال مجلس إدارة الشركة إن الأزمة المالية العالمية استدعت تغيير القيادة العليا في الشركة التي خسرت أكثر من 450 مليون دولار في عام 2008م، وتتوقع مزيدًا من الخسائر في 2009م. وعبر الأطلسي طُلب من رئيس شركة جنرال موتورز الاستقالة فاستجاب فورًا، كان ذلك يوم الجمعة 27 مارس بعد لقاء مع مسؤولي الإدارة الأمريكية في واشنطن. هذا وقد مُنحت جنرال موتورز 60 يومًا لإصلاح أوضاعها أو إعلان إفلاسها تمهيداً لإعادة هيكلتها خاصة فيما يتعلق بأجور موظفيها. وكذلك مُنحت كرايسلر 30 يومًا لفعل الشيء نفسه. ويشير الرئيس الأمريكي إلى مخاوفه من زوال صناعة السيارات الأمريكية بالكلية مما ينذر بمخاطر هائلة على الاقتصاد الأمريكي، إذ ستتأثر كثيراً الصورة الذهنية العامة للصناعة في البلد، مما يعني انصراف المستهلك عن السلع الأمريكية الأخرى مهددًا إياها بخسائر فادحة ومن ثم إفلاسها في النهاية. نحن اليوم في عالم يتغير بسرعة هائلة لا تُكاد تصدق! من ذا الذي كان يتوقع انهيار صناعة السيارات في البلد الذي اخترع السيارة، لكنها السنن الكونية لا تجامل أحدًا، فلقد تفوقت دول أخرى عديدة على الولاياتالمتحدة، وعلى رأسها اليابان التي كانت حتى السبعينيات الميلادية مثار سخرية وتهكم بسبب سياراتها الصغيرة والرديئة والرخيصة. وكذلك صُنع الكمبيوتر الشخصي في الولاياتالمتحدة قبل 3 عقود، ثم هو اليوم صناعة مستوطنة في جنوب شرق آسيا والصين. ومع ذلك فالعرب لا يجيدون الاستفادة من أي دروس مهما كانت سهلة، إذ يبدو أن جينات الفهم لديهم قاصرة حد الشلل، وانظروا إلى مؤتمراتهم واجتماعاتهم، ثم تأملوا المحصلة فإذا هي أصفار ولا حول ولا قوة إلا بالله. لا نريد أن نسبق الولاياتالمتحدة، بل نريد مجرد محاولة اللحاق بمن حولنا.. بإيران مثلاً التي لم تكن شيئًا مذكورًا قبل 3 عقود، فإذا هي اليوم تصنع سلاحها وسياراتها وصواريخها وأقمارها الصناعية وغيرها كثير. مرة أخرى السنن الكونية لا تجامل أحدًا، ولكل مجتهد نصيب.