كعادته في الإثارة والحماس والندية سار دوري المحترفين السعوديين بجماهيره ومحبيه ومتابعيه إلى المحطة الأخيرة وحبس الأنفاس ليثبت أنه الدوري الأقوى عربيًّا، وبقي الحسم في المباراة الأخيرة هو الفاصل في تحديد بطل الدوري، والهابطين. فالاتحاد مازال متصدر الدوري وبفارق نقطتين عن الهلال، وكلا الفريقين منتشٍ بعد فوز النمور على الوحدة بثلاثية، وتجاوز الزعيم لفارس الدهناء بهدفين. وإن كان الفريقين سينال منهما التعب والإرهاق بسبب تقارب مواعيد مباريتهما مع الآسيوية، والتي نتمنى أن يحالف التوفيق فيها جميع الفرق السعودية. أمّا صراع الهبوط فسيحتدم بين ثلاثة فرق هي أبها والرائد والوطني بعد نجاة الحزم ونجران من الهبوط، وإن كان أبها والوطني الأقرب للهبوط من رائد التحدّي الذي لديه حصيلة نقطية جيدة، ويكفيه التعادل في مباراتيه القادمتين للبقاء بين الفرق الكبار خصوصًا ان منافسيه سيواجهان فرقًا كبيرة ومن العسير جلب النقاط الكاملة منها، وتبقى حلاوة الدوري السعودي في إثارته التي تصل ذروتها في الجولة الاخيرة التي ستحدد البطل. فالاتحاد هو الأقرب نقطيًّا، والهلال معنويًّا بعامل الأرض والجمهور، ويخشى الاتحاديون أن يتكرر سيناريو العام الماضي بينما يخشى الهلاليون أن يعاد سيناريو العام قبل الماضى. فالفريقان سيلعبان بحذر كبير، وسيغلب على المباراة الجوانب التكتيكية حرصًا على نتيجة المباراة وستكون الغلبة في النهاية للفريق الأقل أخطاء، والأكثر هدوءًا وتركيزًا في المباراة ويبقى عاملاً مهمًّا سيرجح كفة الاتحاديين وهو عامل الحماس الذي يميز كتيبة النمور، فإذا حضرت روح الاتحاد، فالفوز ودرع الدوري سيكون من نصيب نور ورفاقه وسيردون الدَّين والصاع صاعين للزعيم على أرضه وبين جمهوره، أمّا إذا غابت هذه الروح فإن الحسم سيكون بيد ياسر والدعيع وباقي الفرقة الزرقاء. فالفرص متساوية للفوز بالدرع، ولا اعتراف بالأفضلية بهذه المباريات، فهدف ومن ثم إقفال دفاعي كفيل بإحضار الدرع لكلا الفريقين! فمَن يحصد الدوري الاتحاد بروحه أم الهلال بهدوئه؟!. النتيجة في علم الغيب، وإن كنت أتمناها اتحادية، وإن فاز الهلال.. فألف مبروك للزعيم، ويستاهل المجتهد، وكل دوري وأنتم بخير.