سأبدأ زاويتي اليوم بهدية لمعالي وزير التعليم العالي قيمتها في مضمونها المؤلم وهي عبارة عن رسالة تحكي واقع مستوى البيئة العلمية في جامعة الباحة أرسلتها لي إحدى الطالبات المصدومات بواقع جامعتها ونحن في عصر النهضة العلمية كما نعتقد ونأمل، وكان مضمونها كالآتي: \" إنه من دواعي سروري أن أكتب لك حيث سأتحدث عن أمر يحدث في جامعة الباحة/ كلية التربية الأقسام الأدبية/ بشكل يومي ومتكرر وهو وجود جيش من القرود والتي ربما تحصل على شهادة جامعية في نهاية الأمر من كثرة زياراتها للكلية فهي لا تترك محاضرة إلا حضرتها ولا قسماً إلا وزارته، من كبيرهم \" الكبش \" حتى أصغر صغارهم والذي والله إني لأجهل اسمه، ولقد تم الحديث عن هذا الموضوع في كثير من المواقع والصحف لكن بدون نتيجة! لانريد سوى سلك شائك حول أسوار الكلية فقط، حيث وصل الأمر بهؤلاء المتطفلين إلى الاغتسال في خزانات المياه، فكيف بالله عليك نستطيع أن نتوضأ أو نستخدم مياه الكلية ولو لأبسط الأمور كغسل أيدينا! كما أنها نثرت حقائبنا، ولبست عباءاتنا، وأتلفت دفاتر محاضراتنا وأكلت أقواتنا، ولا من يستجيب لأمر معاناتنا! انتهت الرسالة التي بلاشك ستشكل لدينا جميعاً ألف علامة استفهام عن سبب وجود حيوانات مزعجة وخطرة بين الطالبات تزاحمهن القاعات الدراسية، ولا أعتقد أن طبيعة المنطقة الجبلية تعطي مبرراً لإدارة الجامعة أن تهمل هذه المشكلة الغريبة على واقعنا التعليمي، حيث قد نتقبل وجود حشرات طائرة أو نائمة في ممرات بعض المدارس أو الكليات المهملة للنظافة، أو مهملات متراكمة لأيام، أو انقطاع المياه عن دورات المياه، أو انعدام المياه الصحية للشرب، أو انقطاع التكييف في لهيب الصيف الساخن أو حتى عدم وجود أي تكييف لبعض المدارس في المناطق البعيدة، أو.. أو..! لكن الذي لا يتقبله المنطق وجود قردة تزعج الطالبات وتبث الرعب في نفوسهن وقد تنشر بينهن الأوبئة لبقائهن في مكان غير مناسب لطبيعتها الحيوانية!ولا أتخيل أيضاً كيف ستكون درجة التقبل لبيئة الكلية لدى الطالبات الجامعيات، وكيف ستكون درجة استيعابهن للمحاضرات الممتدة من ساعات الصباح الأولى حتى ساعات الظهيرة وهن مهددات في أية لحظة بهجوم القردة عليهن والتي قد تستوحش لأسباب كثيرة ومن أبسط تلك الأسباب إحساسها بالجوع! وسؤالي هو: هل إدارة الجامعة طوال الفترة الماضية لم تطلع على هذا الخلل القوي لتوفير بيئة آمنة مستقرة للطالبات؟ وهل هي حقاً عاجزة عن توفير سلك شائك يتم وضعه بطريقة مدروسة وآمنة حول أسوار الكلية لحماية الطالبات وحماية بيئة الكلية من العبث الحيواني الذي قد يسبب خسائر مادية وبشرية! وهل شكوى الطالبات التي نشرت في الصحف وتناولتها المواقع لم تناقش كقضية تمس الكيان الجامعي في هذه المنطقة على طاولة أصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم؟ عدة تساؤلات مؤلمة ستجد الطالبات إجاباتها الشافية لدى وزيرهن التربوي عما قريب بإذن الله تعالى.