نشرت الشرق الأوسط في 24 فبراير الماضي ملخصًا لدراسة مسحية قامت بها مؤسسة خاصة تُعنى بالتعليم العالي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، عن أجور 4000 موظف في 600 كلية خاصة، وحزم التعويضات والمزايا الملحقة بها. واتّضح من الدراسة تفاوت الأجور بصورة كبيرة تعكس في بعض جوانبها حقيقة اختلاف العائد الذي تجنيه المؤسسة التعليمية من هؤلاء الذين تدفع لهم أكثر مقارنة بمن تدفع لهم (أقل). لكن ما هو هذا (الأقل)؟ تقول الدراسة إن معدل رواتب موظفي الجامعات والكليات الخاصة يبلغ 160 ألف دولار وزيادة قليلاً (سنويًّا) وهو بالطبع معدل يفوق ما يحصل عليه مدير أي جامعة سعودية. وأمّا الموظفون الذين تشملهم الدراسة فلا يقتصرون على أعضاء الهيئة الأكاديمية، وإنما يشملون مدربي كرة القدم الأمريكية وبقية الألعاب الأخرى، وموظفي القطاعات المساندة الأخرى بما في ذلك مسؤولو تنمية الموارد والتبرعات والأوقاف الجامعية، فكل هؤلاء (مواهب) و(قدرات) خاصة لا تكفيهم (ملاليم) الرواتب الثابتة التي تسري على الموظفين العاديين جدًا، والمتوفر منهم الألوف خاصة في ظل الأزمة المالية الطاحنة حاليًّا. في الدراسة أرقام تبدو لنا نحن أبناء العالم الثالث مرعبة، وربما خيالية، لكنها المواهب يا عزيزي، والعائد الذي يحققه كل من أصحاب هذه الأرقام. هذا مدرب كرة القدم في جامعة جنوب كاليفورينا يتقاضى أكثر من 4 ملايين و 400 ألف دولار سنويًّا، أي 4 أضعاف ما يتقاضاه مدير الجامعة نفسها. ومدير الجامعة هذا يتقاضى أكثر من 10 أضعاف ما يتقاضاه مدير أي جامعة سعودية، باستثناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية الذي لا أتوقع أن يقل دخله السنوي عن مليون دولار. وفي جامعة كولومبيا يتقاضى الدكتور دافيد سيلفر أستاذ الأمراض الجلدية راتبًا سنويًّا يزيد عن 4 ملايين و 300 ألف دولار سنويًّا. في العالم الثالث يتساوى الذين (يسوون) والذين لا (يسوون)، ولذا تكون نهاية المطاف أن الكل لا (يعملون) إلاَّ بقدر ضئيل ممّا (يستطيعون)! واختم بتساؤل الحق تبارك وتعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..)؟!