هناك فرق تصنع المدربين.. وهناك مدربون يصنعون الفرق. أنزو هيكتور الأرجنتيني مدرب فريق الشباب من الفئة الثانية.. ففي الموسم الماضي صنع من الشباب فريقاً منظماً تكتيكياً.. قوي الخطوط.. لكنه قليل الحظوظ.. فأكتفى بإحراز لقب كأس خادم الحرمين الشريفين (النخبة) من أمام الاتحاد الذي تلقن درساً قاسياً أفاقه هذا الموسم ب(تشبيب) عناصر فريقه. إلا أن المدرب الأرجنتيني رفض تجديد عقده. هذا الموسم تعاقد الشبابيون مع المدرب بومبيدو الأرجنتيني بديلاً عنه. إلا أنه لم يوفق مع الفريق رغم توفر عناصر أفضل وإمكانات أكثر لتعويض ما فقدوه الموسم الماضي.. فتم الاستغناء عن خدماته في توقيت مناسب.. وإعادة العجوز هيكتور في قرار مناسب. فتغير الليث الأبيض كلياً وظهرت أنياب خطوطه أكثر قوة مع مرور الوقت. اللاعبون هم اللاعبون الذين كانوا مع بومبيدو.. لكن مع هيكتور قدمهم أو بمعنى أدق وظفهم بجرأة فنية عالية.. جعلت من الفريق أحد أفضل الفرق الذين يقدمون عطاءً ميدانياً عالي الجودة في ترابط واضح بين خطوطه. بل حوله إلى فريق يهاجم بشراسة.. ويدافع بقتالية.. دون أن يتخلى عن المتعة الكروية التي عنوانها الأهداف عبر الهجوم الناري. أمام الهلال.. في مباراتي نهائي كأس ولي العهد.. والدوري أظهر هيكتور بصماته الحقيقة كمدرب.. يجيد بحرفة كيفية إدارة فريقه وتحريك عناصره طوال وقت المباراة.. ومتى يدخل أوراقه الرابحة، فخسر بغفلة دفاعية لقب الكأس. وفي المباراة الدورية كان يقدم تحديه الكبير كمدرب شجاع وذكي عندما فرض هيبة فريقه على المباراة ولم يشعر من يشاهدها بالنقص الذي اعتراه منذ الشوط الأول بطرد القاضي.. وتقدم بهدف. وفقد ذلك التقدم بالتعادل أيضاً ب(غفلة) دفاعية أخرى. وهي مشكلة عناصر الدفاع الذين يهدرون مجهودهم ومجهود زملائهم في لحظة صعبة من المباراة. أمام الغرافة القطري.. أظهر هيكتور نضج فريقه فنياً.. وشهادة على أنه أحد أفضل المدربين حالياً في دورينا إن لم يكن أفضلهم. ترى لو حضر هذا الأرجنتيني المكسب لدورينا.. منذ بداية الموسم مع الشباب.. هل ستبقى نفس معادلة المشهد التنافسي الحالية.. كما هي؟.