حارسات أمن وعاملات نظافة أ. د. سالم بن أحمد سحاب* (حارسات أمن بمؤهلات جامعية)، هو عنوان لإحدى صفحات محليات عكاظ (28 فبراير). ونشرت “المدينة” (25 فبراير) تحقيقًا عن سعوديات يعملن عاملات نظافة في مدارس البنات في الخبر، وبمقابل مادي لا يتجاوز 1500 ريال في الشهر. أولاً: واضح أن هؤلاء الحارسات وربما عاملات النظافة أكثر من مؤهلات لهذه الوظائف البسيطة الشريفة، وهو ما يعيدنا للمرة المليون لموضوع مواءمة المخرجات الجامعية لسوق العمل، وإلى أهمية تحديد الطالب، أو الطالبة لأهداف مستقبله الوظيفي مبكرًا، فكثير من هؤلاء لا شعار لهم بعد الثانوية إلاَّ (دخول الجامعة، ويحلها ربنا فيما بعد..)، والمجتمع عمومًا لم يبذل ما يكفي لتوعية الطالب والطالبة بمدى الحاجة إلى تخصصات بذاتها، أو لإشراكهم في اتخاذ القرار بوعي ومسؤولية حتى يكونوا مستعدين في أسوأ الأحوال للعمل في وظيفة قد لا (تستاهل) مشقة 4 أو 5 سنوات من الدراسة الجامعية. الأمر الثاني: كم هي رواتب هؤلاء السيدات الفاضلات؟ في حال عاملات النظافة هي 1500 ريال، وأظنها مجردة من كل شيء، فغالبًا ما يتم عصر هذا المبلغ الزهيد كما هو حال بعض المدارس الأهلية، فلا إجازات مدفوعة حتى الرسمية منها، ولا تأمينات اجتماعية، ولا مكافأة نهاية الخدمة، ولا يحزنون، ولا يشتكون. ولن يكون وضع حارسات الأمن أفضل بكثير، فهن في النهاية (في الهوا سوا). سؤالي لصناديق التنمية البشرية المتعددة الأسماء: لِمَ لا تُدعم رواتب هؤلاء اللاتي كسرن (تابو) العيب والخوف والبطالة، فعملن في مهن لا زال المجتمع ينظر إليها بقصور ودونية للأسف الشديد؟ إذا كانت هذا الصناديق تدفع لتدريب مَن لا يجد عملاً، فلِمَ لا تدفع لمن وجد عملاً قليل المردود؟ لِمَ لا تخصص لكل واحدة من هؤلاء السيدات 1000 ريال شهريًّا إضافة إلى المبلغ المتواضع الذي يحصلن عليه نهاية الشهر؟! كان الله في عون أخواتنا وإخواننا الباحثين عن لقمة عيش طيبة شريفة، ولو عبر مهن لا زلنا لا نقدّرها حق قدرها جهلاً، أو غرورًا، أو استكبارًا. _________________ * كاتب بصحيفة \"المدينة\"