يا بوزايد خذانا الشوق  عبدالرحمن بن سالم الزهراني* @ طلت قناة “ديرة الزين” أبوظبي الرياضية بخيلها.. ونجيبها.. وكتيبة مبدعيها.. فحازت من الطلة الأولى على إعجاب الكل، وتسابق نحو شاشتها والاستماع بوهج إثارتها وعقلانيتها حتّى مَن به صممُ. وأمست عروس الحفلة.. والباب.. والسور.. والحاجز.. فكثر خُطّاب ودّها، وتسابق أعضاء الشرف، ورؤساء الأندية، والصحفيون، والكتّاب نحو الفوز بودّها وعشقها، والمسك بوثاق رسن خيلها وليلها.. ومحاولة تجربة تطويعها، والانفراد بعشقها وحبّها. وعدم الممانعة أن تكون كالخاتم والسوار الذي يحيط باليد والمعصم.. ولكن هيهات فقد اصطدمت تلك الأماني والرغبات بقاطع الطريق القوي الأستاذ محمد نجيب، والذي أصر على أن تكون محبوبة ومعشوقة القوم كافة.. ورفض حصرية ميكرفونها وشاشتها للون ونادٍ واحد، وأصر على أن تكون قناة الزين والعين، وأن تضطلع بدورها لتصبح سيدة الشاشات والقنوات، والمطمع لجميع الغايات والثقافات والتطلعات. @ وللحق فقد حقق مبتغاه، وأصبحت قناة (حدث) من لا حديث عنده.. وأثبتت بمهنيتها ومنهجيتها بأننا لازلنا وبكل أسف نعيش عصر الهواية، وأن الفارق بيننا وبين آداب ومتطلبات الاحتراف الحقيقي كما هو الفارق بين توجّه ورؤية أبوظبي وقناة الزعيم والعالمي. @ شكرًا.. يا محمد نجيب. فمَن غيرك أثبت أن أكل الكيكة على سفرة الجماعة هي أطعم وألذ من التهامها على سفرة وطاولة لا تتسع أو يتجاور فيها متنافسان. @ شكرًا.. يا محمد نجيب.. فمَن سواك من الشطّار أيقظ سبات الشاشات والقنوات.. وأذكى روح المنافسة الجماعية الشريفة في نفوس قوم قحطان وعدنان؟ ومَن غيرك طوّع الريشة فخرجت بين الألوان المتصارعة.. وأصبحت ألوانًا صديقة ترفرف فوق السواري والآكام، ويعجب تنوع طيفها الشطّار والنُّظّار. @ شكرًا.. يا محمد نجيب.. فقد أثبتت ردود الافعال الغاضبة والعاتبة بأننا لازلنا عيال قرية، وان كلاً منّا لا يعرف إلاَّ جماعته وقناته وجريدته .. وأن الفارق بيننا وبين عقلانية التنافس المحمود كالفارق بين سوق عكاظ، وحدائق العصفورية، وجبال شهار. @ شكرًا.. يا محمد نجيب.. فمَن غيرك أثبت أن عدل الميكرفون تغار منه النخلة، فيتسع ويتوسع ظلالها.. ويستظل به أنصار الزعيم والقلعة والعميد؟ ومَن سواك أثبت أن خراج القناة الواثقة وغير المتلوّنة يمكن أن يصل خراجه إلى ديار ومرابع الشباب، وتشرب من زلال أفكاره خيول فرسان نجد وجدة والقصيم وعجمان. @ وأخيرًا نقول شكرًا.. لابو زايد الذي مسك العصا من وسطها ومنتصفها.. وفاله البيرق وحب الملايين. @ شكرًا.. يا محمد نجيب.. فمَن غيرك علّمنا رفض وقانون المقاطعة، والرمي العابث خلف السواتر والجدران؟ ومَن سواك أثبت من اليوم الاول والساعة الأولى بأن السير على الطريق السويّ والمستوي وغير المعوّج هو متعة للطفل والشاب والشيخ الكهل. @ شكرًا يا محمد نجيب.. فمَن غيرك علّمنا القسمة العادلة في الحساب، وأن ريال ودرهم الجماعة هو السهم الأقوى، ويمكنه أن يشتري خبرًا وعسلاً يشبع منه ضيوف الدويش والطريقي والشمراني وعدنان.. ومَن سواك أثبت أن موازين القسمة الضيزى ليس له مكان في زمن القرية الصغيرة، والهواء المفتوح؟! *************************** *أحد أبناء منطقة الباحة ، كاتب بصحيفة \"المدينة\" السعودية.