ياخير من نزل النفوس للشاعر : مؤيد حجازي إختيار : مسفر بن محمد آل شداد الزهراني ياخير من نزلَ النفوسَ أراحلُ=بالأمسِ جئتَ فكيفَ كيفَ سترحلُ بكتِ القلوبُ على وداعك حرقةً=كيف العيونُ إذا رحلتَ ستفعلُ من للقلوبِ يضمها في حزنها=من للنفوس لجرحها سيعلّلُ ما بال شهر الصومِ يمضي مسرعاً=وشهورُ باقي العام كم تتمهّلُ عشنا انتظارك في الشهورِ بلوعةٍ=فنزلتَ فينا زائراً يتعجّلُ ها قد رحلت أيا حبيبُ، وعمرنا=يمضي ومن يدري أَأَنتَ ستقبلُ فعساكَ ربي قد قبلت صيامنا=وعساكَ كُلَّ قيامنا تتقبَّلُ يا ليلة القدر المعظَّمِ أجرها=هل إسمنا في الفائزينَ مسجّلُ؟ كم قائمٍ كم راكعٍ كم ساجدٍ=قد كانَ يدعو الله بل يتوسلُ أعتقْ رقاباً قد أتتكَ يزيدُها=شوقاً إليكَ فؤادُها المتوكِّلُ فاضت دموعُ العين من أحداقها=وجرت على كفِّ الدُّعاءِ تُبلِّلُ يامن تحبُّ العفو جئتُكَ مذنباً=هلا عفوتَ فما سواكَ سأسألُ هلاّ غفرتَ ذنوبنا في سابقٍ=وجعلتنا في لاحقٍ لا نفعلُ يا سعدنا إن كانَ ذاكَ محقّقاً=يا ويلنا إن لم نفزْ أو نُغسَلُ بكت المساجدُ تشتكي عُمَّارها=كم قَلَّ فيها قارئٌ ومُرتِّلُ هذي صلاةُ الفجرِ تحزنُ حينما=لم يبقَ فيها الصفُّ إلا الأولُ هذا قيامُ اللِّيلِ يشكو صَحْبَهُ=أضحى وحيداً دونهم يتململُ كم من فقيرٍ قد بكى متعففاً=مَنْ بعدَ شهر الخير عنهم يسألُ؟ يامن عبدتم ربكم في شهركم=حتى العبادةَ بالقَبولِ تُكَلَّلُ لا تهجروا فعلَ العبادةِ بعدَه=فلعلَّ ربي ما عبدتم يقبلُ يامن أتى رمضانُ فيكَ مطهِّراً=للنَّفسِ حتى حالها يتبدَّلُ يمحو الذُّنوبَ عن التقيِّ إذا دعا=ويزيدُ أجرَ المحسنينَ ويُجزِلُ هل كنتَ تغفلُ عن عظيمِ مرادِه=أم معرضاً عن فضلِه تتغافلُ إن كنتَ تغفلُ فانتبهْ واظفرْ به=أما التغافلُ شأنُ من لا يعقِلُ فالله يُمهلُ إنْ أرادَ لحكمةٍ=لكنَّه ،ياصاحبي، لا يُهمِلُ إن كانَ هذا العامَ أعطى مهلةً=هل يا تُرى في كُلِّ عامٍ يُمهِلُ؟ لا يستوي من كان يعملُ مخلصاً=هوَ والذي في شهره لا يعملُ رمضانُ لا تمضي وفينا غافلٌ=ما كان يرجو الله أو يتذلَّلُ حتى يعودَ لربه متضرِّعاً=فهو الرحيمُ المنعمُ المُتفضّلُ وهو العفوُّ لمن سيأتي نادماً=عن ذنبهِ في كلِّ عفوٍ يأملُ رمضانُ لا أدري أعمري ينقضي=في قادم الأيامِ أم نتقابلُ!! فالقلبُ غايةَ سعدِهِ سيعيشُها=والعين في لقياكَ سوف أُكحِّلُ