النَّفس السوية  د . أحمد سعيد درباس* «وأنّه أضحك وأبكى».. النجم 43 ثمة أسئلة محيرة تجتاحنا في كل موسم فرح، تدور حول ما يعترينا من بؤس وكآبة في لحظات مليئة بالحبور، مترعة بالفرح كأيام العيد التي انفرط عقدها، وتولّت عنا أيامها دونما إحساسٍ فعليّ بالفرح.. الكآبة كانت سيدة الموقف!!. فهل يا ترى نحن مجتمع لا يعيش الفرح، بل يحاول التعايش معه مجاملة؟!. ابتسامات جل الناس باردة، وملامحهم متجلّدة ومتجهمة، وكأنهم يغتصبون لحظات الفرح و «الانشكاح»!! لماذا يا ترى تغيب عن مجتمعنا ثقافة الفرح، وتحل عوضًا عنها ثقافة الكآبة والغم؟!.. أو «عسر المزاج» (Dysthymia). بالطبع لا نبرّئ الاكتئاب (Depression)، فلربما له تأثير خفي على مزاج الناس، فأدبيات السايكولوجيا تقدر أن انتشار نوبات الاكتئاب الأساسي (Major Depression) ب (10%) في أي مجتمع، ولسنا في وارد ذكر كافة الأسباب في هذا السياق باستثناء أحدها وهو «التربية». إذ إن غياب ثقافة الفرح في مجتمعنا تُعزى في نظري إلى غياب الاهتمام (بالتربية العاطفية)، فنحن في هذا الصقع من المعمورة لم نكلّف أنفسنا عناء الاهتمام بتربية النشء على كيفية التعاطي مع مشاعرهم وأحاسيسهم، أو مشاعر وأحاسيس الآخرين بإيجابية، فيفقدون القدرة على التعبير عنها، أو تقديرها كانفعالات كما ينبغي في حالتي الفرح والترح.. فالفرح والحزن مكونان انفعاليان متوازنان في النفس الإنسانية، والتربية العاطفية تعين على إدارتهما بشكل متوازن في مختلف الظروف.. اشيعوا ثقافة الفرح، فهي صمام أمان للنفس السوية. * ضوء: (تبسمك في وجه أخيك صدقة) (محمد) صلى الله عليه وسلم. *************************** *أحد أبناء منطقة الباحة ، كاتب في صحيفة \"المدينة\".