** نجحت أمانة مدينة الرياض في القيام بدور جهات أخرى لمراقبة الأسواق، وضبط الأسعار، وإشعال جذوة التنافس بين الأسواق التجارية الكبيرة في خفض أسعار السلع الاستهلاكية الغذائية خاصة الأساسية منها. ** والأمانة بهذه البادرة تؤكد أن الإخلاص يصنع المستحيل.. وأن الإرادة تكسّر كل صخور الروتين والبيروقراطية.. وتثبت للمجتمع أن الضمير الحيّ لا يحتاج إلى أنظمة، ولا إلى توجيهات عليا لمحاصرة الخلل، وتحديد الفساد والتلاعب بمصالح الوطن والمواطن. ** أنا وأنتم سمعنا كثيرًا عن (إدارة مكافحة الغش التجاري.. وإدارة حماية المستهلك.. وإدارة العلامات التجارية.. وهيئة ضبط الغش التجاري.. وإدارة التستر التجاري.. وإدارة مكافحة الإغراق ).. هذه مجموعة من الدوائر الداخلية التابعة لوزارة التجارة والصناعة.. يتّضح من مسمّياتها أنها معنية بضبط الأداء اليومي للأسواق والتعاملات التجارية للمستهلكين في الأسواق المحلية. وهي -لا شك- مسميات غاية في الأهمية، وذات بريق يخلب اللب. لكنها في واقع الأمر لا تكاد تُرى.. ولا يكاد المواطن يشعر لها بأي وجود يحميه من أنياب تجار الجشع، ومستغلي الظروف الذين باتوا يقطّعون جيوب خلق الله علانية، دون هوادة أو رحمة، بعد أن غاب الرقيب، واختفى العقاب. * أعلم أن رأسمال وزارة التجارة من الكوادر البشرية المكلفة بمهام رقابة الأسواق في جميع المدن لا يتعدّى مائتي مراقب، أغلبهم على البند، وأعلم أن هذا العدد لا يكفي لتغطية مدينة واحدة كالرياض، أو جدة. ولكنني أجزم أن تفعيل الأنظمة والقرارات، والضرب بيد من حديد على المخالفين، والتشهير بالجشعين، والإعلان عنهم يوميًّا سيساعد على الحد من ظاهرة المغالاة غير المبررة لكثير من السلع. * وأتمنى -فقط- أن تقوم الوزارة بما كُلّفت به من مجلس الوزراء مؤخرًا، حينما اعتمد سبعة عشر قرارًا لمواجهة موجة الغلاء وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.. فقط مجرد أمنية فالقرارات مضى عليها أكثر من سبعة أشهر، ويبدو أن هذه الوزارة لم تسمع عنها حتى الآن، لأننا حتى الآن لم نلمس أي تحسن .. بل نشقى كل صباح بارتفاع مؤشر الأسعار.. وتصاعد نيران الغلاء التي التهمت الأخضر، وقضت على اليابس ..ويا أمان الخائفين. [email protected] **************************** *نائب رئيس تحرير صحيفة "المدينة"