قال الله تعالى: [ ربَّنا إنِّي أسْكنتُ مِنْ ذرِّيتي بوادٍ غير ذِي زَرْع عندَ بيتِكَ المُحرّم ربَّنا ليُقيموا الصلاةَ فاجعلْ أفئدة مِنَ الناسِ تَهوي إليهم وارْزقهم مِنَ الثّمرات لعلهم يشكرون ].سورة إبراهيم (37) إن في خلق الانسان عبرٌ وحكمٌ كثيرة ومنها عمارة الأرض فكم في هذه الأرض من مساحات لا تُعرف ، ولم تكن تعرف من قبل أن يسكنها الإنسان ولنا في خليل الله إبراهيم عليه السلام عبرة وهي إنزال أهله بوادٍ غير ذي زرع فدعا الله أن يجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ويعيشون معهم فتقبل الله منه ذلك فأصبح هذا الوادي الآن تتجه إليه وجوه المسلمين في جميع بقاع الأرض خمس مرات في اليوم ولم ولن ينقطع من زائريه من ذلك اليوم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ومن هذا نرى بأن الأرض تُعمر بالإنسان أينما كان وفي أي مكان فنحن بني البشر نستفيد ممن سبقونا في عصور قديمة وعمروا هذه الأرض وتناقلتها الأجيال من جيل إلى جيل فهناك أجيال ترحل وأخرى تأتي ويجب على الأجيال الآتية أن تحافظ على مكتسبات الأجيال الفانية فإن لم يستطيعوا ذلك فأقل الأحوال أن يذكروها ويعلموها أبناءهم وأبناء أبنائهم لكي يعرفوا ماكان عليه أجدادهم وكيف عمروا هذه البقعة من الأرض التي عاشوا عليها. وأنا هنا كفرد من جيل عاصر من هم أكبر منه سناً وسألهم عن ما كانوا عليه وكيف كانت أرضهم وعيشتهم وتعاملاتهم مع بعضهم ، وعرفت عن طريق السماع منهم الكثير من المعلومات التي أردت أن يعرفها أبناءنا وأبناءهم من خلال تدوينها هنا ، مع علمي أنها ربما تكون معلومات غير وافية ، أو غير محققة للهدف الي نرجوه ونسعى إليه بحكم أن من رواها لنا ممن سبقونا ، رووي لنا ما توافر لديهم من معلومات سمعوها من أسلافهم ، وربما تكون المعلومات غير موثقة لعدم وجود مرجعية ثابته سوى ما تختزنه ذاكرة الأجيال كابراً عن كابر . وإن الهدف من كتابتي أن نطلق البداية لجميع كل ما هو صحيح وموثق عن تاريخ قريتنا الحبيبة شبرقة. لذا أرجو من أبائنا الكبار في السن ومن يعيشون معهم ألا يبخلوا علينا بأي معلومة وأن يصححوا ماكان غير صحيح في مقولاتي لأنهم هم الخير والبركة بعد الله ونسأل الله ألا يحرمنا من دعائهم في ظهر الغيب. وهنا أقول:- هل تعلم بأن وادي شبرقة كان يسمى في قديم الزمن بوادي الغيل وكان عبارة عن وادي ممتد بين الجبال من البراّقة حتى مصب وادي عنقه ؛ فكان وادياً غزيرَ المياه كثيف الأشجار وكان موحشاً لا يمكن السكن فيه وكان جميع الناس يخشون من النزول إليه لغزارة المياه به وكثافة الأشجار الموجودة بأطرافه. وكان يحف به من الأطراف نوع من الأشجار يسمى شجر الشبارقي وهو شجر معمر طويل وبه حبوب صغار في بداية طلعها يكون لونها أخضر ؛ وعندما تستوي يكون لونها أصفر ولذيذ الطعم وأعتقد والله أعلم - وهذه معلومة لا أعرف مدى صحتها - أن وجود هذ الأشجار بكثافة في القرية ، كان السبب في تغيير إسمها إذ يبدو أن إسم "شبرقه" قد اشتق من اسم هذه الأشجار قصد بالطبع أشجار الشبارقي !. [إن كل ما قلته هذا إنما هو عبارة عن ما أختزنته ذاكرة من عرفتهم سابقاً من كبار السن من أجدادي وآبائي وغيرهم ولا أعرف مدى صحة هذه المعلومات ولذا أرجو ممن لديه أي معلومة يمكن أن تفيد أو تعدل أو تصحح ما قلته أن يدلي بها لأنني إنسان مجتهد وخطائي أكثر من صوابي وحرصاً مني على عدم ضياع ما أعرفه وجب علي أن أقوله لمن لا يعرفه فجميعنا نتعاون على أن نعرف الحقائق ونوثقها ************************* *أحد أبناء قرية شبرقة ، موظف سابق بالإتصالات السعودية تقاعد من العمل مبكراً ، يعيش في مكةالمكرمة.