تاريخ كرة القدم السعودية حافل بأسماء لاعبين كبار تركوا بصمة واضحة في هذا المجال وفي مقدمتهم يأتي بالطبع النجم الكبير جلاد الحراس والسهم الملتهب ماجد أحمد عبدالله الذي ليس في حاجة هنا إلى مقدمات للحديث عنة، فمشوراه الكروي الطويل الذي تجاوز ال(21) عاما كان حافلاً بالانتصارات والإنجازات ل(الكرة السعودية) حيث أسهم هذا الأسمراني في تحقيقها بأهدافه الثمينة. وفي آخر أيامه وقبل وداعة الكرة كان محظوظاً وهو أبداً هكذا.. ليشارك في كأس العالم بأمريكا في العام (1994) ويقود منتخب بلاده لأول مرة في تاريخ هذا الحدث والكرنفال العالمي ليكون ختام حياته مسكاً وكأن كرة القدم تأبى إلا أن تكرمه وتودعه أحسن وأغلى وأجمل توديع لا يليق إلا باسم هذا النجم الذي حقق مع زملائه في المنتخب كأس آسيا مرتين ووصل إلى للأولمبياد مرة واحدة وصنع لنادي النصر الشهرة ووضعه بين الأندية الكبار بعد أن أحرز وأهدى له العديد من البطولات وجلب له الكؤوس وفي كافة المسابقات المحلية والإقليمية والآسيوية ليكون هدافاً للدوري السعودي (6) مرات وهدافاص وأحسن لاعب في قارة آسيا ثلاثة مرات متتالية وهوا نجاز غير مسبوق. * وقد أطلقت عليه ألقاباً كثيرة وانبرت أقلام النقاد والكتاب السعوديين والعرب والأجانب تشيد بموهبته التي ملأت الأفاق ووصلت إلى العالم أجمع فمنذ ظهوره في العام (1977) ..وحتى اعتزالة في العام (1998)..ورغم مرور هذه المدة الطويلة إلا أنه لايزال له متابعون ومعجبون ويحظى بحفاوة واهتمام خاص في الأوساط الرياضية ساعده في ذلك أخلاقه العالية وتواضعه الجم ..وقد أجريت أنا شخصياًً معه أكثر من (6) حوارات مطولة وساخنة ومثيرة أيام احترافي العمل الصحفي الميداني ونشرت في عدد من المطبوعات الرياضية .. وجدته (والله) شخصاً متواضعاً وصريحاً لأبعد الحدود لا يجامل مطلقاً يجيب على أي سؤال من غير تكلف وبدون حساسية وحتى بلا مبالغه ..من خلال لقاءاتي مع هذا الرياضي الكروي العملاق الذي لايمكن أن نذكر الكرة السعودية الأمقرونة باسمه فهو علم من أعلامها وأحد رموزها الكبار .. وجدته محباً لأهله ولوطنه ومنتخب بلاده ولجماهيره العريضة التي تعشقه رغم ابتعاده عن الكرة وعالمها وميادينهان وجدته يدين بالفضل لكل من شد من أزره وشجعه وأخذ بيده ولكل من قدم له الجميل في هذا البلد الجميل .. التقيت (ماجد) في مكةالمكرمة والرياض وفي جدة وأبو ظبي والبحرين وفي أمريكا وكان يستقبلني دائما بالأحضان. لاتزال أتذكر أول لقاء في العام (1411)ه .. وأنا سنة أولى صحافة في استاد الملك (عبدالعزيز) بالشرائع في مكةالمكرمة طرحت عليه عدة أسئلة تجاوب فوراً دون تحفظ وبعد أن غادرت سأل الزميل (عبدا لله القرشي) عن اسمي وأشاد بي وهذا كان دافعا للمواصلة لمشواري الإعلامي وجعلني قريباً ومتواصلاً معه حتى اللحظة وحقيقة .. لايستطيع أي رياضي إلا أن يتواصل مع هذا اللاعب (الأسطورة). ويعجب به كيف لا وهو قد رسم الإبداعات بالكرة التي كان يداعبها بقدمه بحب وشوق وتعبر له عن سعادتها وتذهب أينما يريد ويلعبها برأسه الذهبية فتتمايل له طرباً في شباك الخصوم ليحقق أجمل الأهداف ويحصد أقوى البطولات وأثمن الانجازات. * ماجد عبدالله .. لا ينسى وشمسه لاتغيب وهاهو يكرم رغم مرور أكثر من (10) سنوات على تركه الكرة ويحظى بهذا المهرجان الكبيروالاحتفائية الجماهيرية التي تليق بتاريخه ومكانته اللذين يشفعان له فوداعاً... للأسطورة ..وداعا .. ماجد عبدالله.