رغم الرخاء الذي تنعم به بلادنا ولله الحمد.. ورغم ما حملته الميزانية من بشائر ومشاريع إلا أننا أصبحنا نعيش في دائرة مغلقة من الخوف والتشاؤم تزداد كلما صعد سعر البترول سنتاً والأرز ريالاً! وأضحت أعيننا تراقب المؤشر اللعين خوفاً مما سيحمله لنا من مفاجآت تنعكس على حياتنا المعيشية وبالتالي حالتنا النفسية. فمنذ منتصف العام الماضي ونحن نصارع الأزمات بدءاً بنفوق الإبل وتسمم الأعلاف ومرورا برعب أنفلونزا الطيور .. ثم نقص الدقيق وارتفاع الأسعار حتى طالت الأرز والطماطم والحليب وأخيرا الأسمنت والحديد .. إلخ القائمة، مما ينمي هاجس أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه رغيفاً ولا كبسة مثلما هو الحال في نقص الدواء وأسرَّة المرضى.. وانحسار فرص التوظيف والقبول في الجامعات. أما أصحاب السعادة مسؤولو الوزارات المعنية فلازالوا يحقنون عقولنا بإبر التخدير ويطالبوننا بالتعايش والبحث عن البدائل تارة وإقناعنا بأن المشكلة عالمية والوضع تحت السيطرة تارة أخرى.. متناسين أن غياب الضمير وانعدام الرقابة والحرص على المنافع الخاصة ساهمت في بروز الكثير من السلبيات ومنحت ضعاف النفوس والجشعين فرصة الاستغلال وافتعال الأزمات حتى أصبحنا بحاجة ماسة إلى وزارة لإدارة الأزمات.. ويا أمان الخائفين ******************************* *نائب رئيس تحرير صحيفة "المدينة"