ذكرت صحيفة عكاظ عن مستشار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية مدير الإدارة العامة للأمن الفكري في وزارة الداخلية الدكتور عبدالرحمن الهدلق، بإبعاد ألفي معلم عن التدريس ونقلهم إلى وظائف إدارية في العامين الماضيين. وقال الهدلق: «إن الإبعاد جاء بسبب الغلو وإيقاف عدد من المعلمين بعدما تبين أنهم يحيلون رسالة التدريس في المواد الدراسية إلى إدارة لنشر الفكر الضال». وزاد مدير إدارة الأمن الفكري: «مثال على ذلك معلم يكفر زميله الذي يعلم اللغة الإنجليزية لاعتقاده بأنه يدرس لغة (الكفر) والشواهد على ذلك كثيرة، منها المناشط اللاصفية والرفاق والإنترنت والإعلام التقليدي، فهذه عوامل تغذي هذه الأطياف وتساعد على تواجدها مع العائدين من جبهات القتال». وكان مجلس الخدمة المدنية منح صلاحيات واسعة لوزير الداخلية ووزير التربية والتعليم لنقل المعلمين المتورطين في قضايا أمنية وأخلاقية ومهنية إلى وظائف خارج سلك التعليم، مفوضا وزير التربية بصلاحيات واسعة في معالجة وضع المعلمين المخلين بشرف مهنة التدريس دون الرجوع للجنة قضايا المعلمين ودون صدور أي أحكام. وتضمن القرار جواز النقل لأسباب متعلقة بالمصلحة العامة التي يرد بها توجيه وزير الداخلية ولا يستدعي عرضها على لجنة قضايا المعلمين، والأسباب المتعلقة بالمصلحة التعليمية والتربوية. وفي شأن المقررات الدراسية في مناهج التعليم العام في المملكة، نفى الهدلق تهمة التطرف عنها، قائلا: «يوجد لدينا الكثير ممن تخرجوا من نفس المقررات ولم يتطرفوا، بل إذا نظرنا إلى الدول التي لا تدرس مقرراتنا لوجدنا فيها متطرفين». وأفاد مدير إدارة الأمن الفكري، أنه «أشرف على رسائل ولم يجد التطرف في المقررات الدراسية بل وجد تعزيزا للمفاهيم الفكرية السليمة»، داعيا إلى «ضرورة مراجعة الابتعاث لما له من أثر فكري سلبي». وفي السياق ذاته، أفاد الهدلق أن إدارته أعدت دراسة لفهم القضية تبين فيها أن أغلب أصحاب الفكر الضال من صغار السن ومتوسطي الدخل ومن الطبقة الوسطى التي تميل إلى الدنيا، مشيرا أن الفكر الضال يقوم على ثلاث فئات: الفتيان والمال والفكر، وآلية التجنيد ترتكز على تجمعات في المساجد والجامعات ولقاءات الأقارب والأنشطة الدينية. ورأى مدير إدارة الأمن الفكري أن من مظاهر الانحراف الفكري الغلو في الدين، تبني الإرهاب، سوء الظن، والتجرؤ على الفتوى، مبينا أن أسباب الانحراف الفكري تعود لقلة الوعي الشرعي وغياب التوازن ومصادر التلقي المشبوهة، إذ تبين في دراسة أجراها ضعف العلم الشرعي لديهم بل حتى لدى منظريهم وقادتهم الشرعيين. وأشار الهدلق إلى وجود استراتيجية المواجهة الفكرية المتلخصة بمصطلح «وتر»، والتي تعني وقاية وتأهيل ورعاية، إذ تشمل محاورة الموقوف حول الشبهات التي يحملها، وعقد دورات علمية ومتابعة الحالة النفسية والاجتماعية داخل مركز الأمير محمد بن نايف.