تحولت حياة مواطن وحلمه "بقرّة عين" له وزوجته يحمل اسمه ويشعره بالأبوة التي ينعم بها غيره إلى معاناة إنسانية لا توصف عاشها على مدى عشر سنوات مع تكرر حالات الإجهاض والإسقاط لزوجته عند كل حمل حتى وصلت عدد الحالات إلى (22) خديجا وطفلا متوفى في شهوره الأولى أصبح أمام ذلك ينتظر في كل مرة بيأس وإحباط شديد لاتصال المستشفيات التي يراجعها ليبلغ بسقوط الجنين من بطن أمه ووفاته ليبدأ معها بالسيناريو الذي اعتاد عليه طوال سنوات زواجه العشر في الاستئذان من عمله في كل مرة ليتابع الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات ثم يصلي على أطفاله الذين لم يكتب لأي منهم حياة ثم يدفنهم. الشاب هادي القحطاني روى معاناته الإنسانية التي حيرت الأطباء في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة التي راجعها بزوجته آملاً بوقفه إنسانية حانية للتكفل بعلاج زوجته في أي مكان ومساعدته في تجاوز الأزمة النفسية التي يمر بها وزوجته جراء ذلك القدر المكتوب عليه. يقول القحطاني: منذ عشر سنوات وأنا أحلم بطفل من زوجتي كغيري من الآباء إلا أن قدري أن أعيش هذه المعاناة.. ولكم أن تتخيلوا عدد الخدج والأطفال الذين دفنتهم جميعاً بيدي خلال فترة عشر سنوات وصل إلى 22 حالة.. معاناتي لا توصف وزوجتي تعيش حالة نفسية سيئة جداً وقد عرضت حالة زوجتي على المستشفى العسكري في المنطقة الجنوبية حيث كنت أعمل هناك وعلى عدد من المستشفيات الخاصة دون نتيجة وبعد انتقال عملي إلى تبوك حيث أعمل في القوات المسلحة هناك راجعت المستشفى العسكري هناك وكذلك عددا من المستشفيات الخاصة ولم أخرج بأي نتيجة حيث يسقط كل جنين في الأشهر الأولى من الحمل في كل مرة بعدها تقدمت بطلب لسمو نائب أمير الرياض بعلاج حالة زوجتي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض الذي أحالها للحرس الوطني وصدرت موافقة سمو نائب رئيس الحرس الوطني على ذلك وهي الآن تحت عناية ورعاية أطباء المدينة وعلى رأسهم مدير الشؤون الصحية بالحرس الوطني د. بندر القناوي ومدير قسم النساء والولادة د. صلاح المغربي الذي تعامل مع وضعنا بطريقة إنسانية كبيرة وغيرهم من الذين أولوا الحالة مشكورين جل رعايتهم واهتمامهم إلا أن إرادة الله فوق كل شيء فالطفل الأخير أيضاً ليس بأفضل حال من سابقيه حيث ولد في شهوره الأولى قبل أن يكتمل ولايزال تحت الملاحظة الخاصة وحالته حرجة. وعن التقارير الطبية السابقة لحالة زوجته يفيد القحطاني أن بعض المستشفيات التي راجعها تشير إلى أن زوجته لديها تاريخ مرضي للإسقاط المتعدد ولوفاة الجنين بسبب الولادة قبل الميعاد وقد أجري لها نحو 14 عملية للتنظيف بعد حالات الإجهاض كما أنه عرضها على الطب الشعبي دون نتيجة في حين يشير بعض الأطباء إلى أنها سليمة ولا تعاني من أي امراض تسبب لها الإسقاط المتكرر. ويضيف القحطاني قائلاً زوجتي تحتاج لمتابعة خاصة وأن أكون قريباً منها في هذه الفترة خصوصاً مع ازدياد حالتها النفسية سوءاً إلا أن ظروف عملي في تبوك ورحلات الطيران وتكاليف إيجارات الشقق التي أسكن فيها في كل مرة آتي فيها للرياض لزيارتها إلى جانب اضطراري مراراً للخروج من عملي لاستلام أطفالي المتوفين لدفنهم والصلاة عليهم كل ذلك يزيد من الضغط علي ويرهقني كثيراً وأقف عاجزاً معها عن عمل أي شيء -قالها بحرقة وألم- وأتمنى من العلي القدير أن أجد حلاً لما أمر فيه وزوجتي من ازمة تخرجنا مما نحن فيه.