تسبب فقدان ملف طالبة، أُرسل من كلية التربية في شرورة إلى كلية محايل قبل أكثر من عامين، في حرمانها من إكمال دراستها الجامعية. وكانت الطالبة عائشة القرني قد مكثت قرابة 854 يوماً في انتظار وصول ملفها الدراسي من كلية التربية للمعلمات في شرورة إلى تربية محايل عسير عبر خدمة البريد السعودي. وأبلغ منسوبو كلية التربية بمحايل الطالبة بأنه في حال عدم وصول ملفها وتسليمه لإدارة الكلية خلال أسبوع، فإنه سيتم طي قيدها وفصلها نهائياً. معاناة الطالبة - كما يرويها زوجها حسن حويس الحارثي- امتدت لأكثر من سنتين و4 أشهر في مراجعات وسفريات ما بين شرورة ومحايل عسير وصولاً إلى منطقة حائل شمال المملكة، إلا أن كل تلك المراجعات باءت بالفشل. وأوضح الحارثي أن زوجته التي تخرجت من الثانوية الأولى في المجاردة خلال العام الدراسي 1426-1427 التحقت بكلية التربية للمعلمات في شرورة ودرست بها لمدة عام، وتقدمت بعدها طالبة النقل إلى كلية التربية في محايل عسير نظراً لظروفها، كونها الكلية القريبة من محافظة المجاردة، فأرسل ملفها بواسطة البريد من شرورة إلى محايل برقم 183 في 29 /12 /1428، ودرست في كلية محايل لمدة عام إلا أن ملفها لم يصل للكلية الأمر الذي دفع عميدة الكلية إلى التنبيه على الطالبة بضرورة إحضار ملفها تجنباً لفصلها. وأضاف الحارثي أنه اضطر إلى ترك عمله في جدة والذهاب إلى شرورة للاستفسار عن سبب عدم إرسال الملف لتربية محايل، فأبلغوه بأنه تم إرساله عبر البريد. وتم إبلاغ كلية محايل بذلك. وأضاف: ذهبت بعدها أنا وزوجتي لكلية شرورة إلا أن إجابة منسوبي تربية شرورة جاءت، كما أبلغوني من قبل، بأنه تم إرسال الملف بنفس الرقم والتاريخ. وتابع الحارثي: ما بين مراجعات كليتي شرورة ومحايل لمعرفة مصير ملف زوجتي توجهت لعميد كلية محايل الدكتور مرعي القحطاني فأبلغني بأن ملف الطالبة لم يصلهم، وشدد على أن النظام لا يسمح لأي طالبة بالدراسة بدون ملف وعليهم العمل على إحضاره أو إيجاد حل ببدل فاقد عن شهادة الثانوية العامة. وبين الحارثي أنه بعد عناء عامين كاملين ذهب إلى منطقة حائل ظنا منه أن قرب الأسماء بين محايل وحائل قد يكون سبباً في إحالة الملف إلى منطقة حائل، فسافر إلى حائل إلا أنه لم يحصل على أوراق تخص زوجته في بريد مدينة حائل. واستطرد الحارثي قائلا: لم نجد بدا من طلب بدل فاقد لشهادة الثانوية الصادرة من المجاردة للخروج من دوامة المراجعات بين مدن المملكة لمعرفة مصير الملف، فتقدمت بطلب بدل فاقد عام 1430 فطلبوا منه نشر إعلان في إحدى الصحف وإكمال المسوغات المطلوبة لبدل الفاقد، فعمل ذلك بالفعل. وتم الرفع بالمعاملة - حسب مندوبية محايل– لمكتب الإشراف التربوي في أبها إلا أنه إلى الآن لم يستطع الحصول على شهادة بدل فاقد. وطالب الحارثي الجهات المختصة المتمثلة في البريد وتعليم البنات بعسير وكلية التربية بشرورة ومحايل، بالعمل على إيجاد حل عاجل وجذري لمشكلة زوجته، التي لا ذنب لها في تلك المشكلة. وحمل الحارثي بريد شرورة مسؤولية فقدان ملف زوجته حيث كان الأجدر به توصيله إلى الجهة المعنية بذلك وهي كلية التربية بمحايل. من جهته، أوضح مصدر بمكتب التربية والتعليم للبنات في محافظة المجاردة خلال اتصال هاتفيه فضل عدم ذكر اسمه - أن زوج الطالبة عائشة حضر إلى المكتب وطلب شهادة بدل فاقد، فوجهناه إلى وجوب الإعلان في إحدى الصحف ثم يعود إلينا مصطحباً الإعلان لنكمل الإجراءات المعتادة في هذا الخصوص. وتم رفع المعاملة كاملة إلى إدارة التربية والتعليم للبنات في محايل وأعطي زوج الطالبة الرقم الذي رفعت به. إلى ذلك أوضح مدير عام بريد منطقة نجران شغات بن هادي الصقور في تصريح له أن جميع الكشوف المثبتة بها هذه المادة تم إتلافها استناداً للمرسوم الملكي رقم م/4 وتاريخ 21 /6 /1406 واستناداً للمادة الأولى من لائحة حفظ مستندات الخدمة البريدية التي تنص على مدة حفظ مستندات الخدمة البريدية الداخلية لمدة 24 شهراً هجرياً تبدأ من اليوم التالي لتاريخ المستند. واعتذر الصقور عن عدم المقدرة على الإفادة عمن تسلم الخطاب كون المستندات السابقة تم إتلافها. ولم يوضح سبب تأخير ملف الطالبة لمدة سنتين ومن ثم إتلافه، ولم يبين مسار الخطاب الذي يؤكد خروجه من بريد شرورة. من جهته أوضح مدير الإدارة في كلية العلوم والآداب بفرع شرورة يسلم بن مبخوت النهدي أن الكلية سلمت الملف لمندوب إدارة التربية والتعليم "بنات" بشرورة بحكم أن الكلية كانت تتبع لها إدارياً واستلم موظف البريد في شرورة الخطاب ومن ضمنه الملف. وقال النهدي إن من أهم المرفقات في الملف السجل الأكاديمي للطالبة وتوجد منه نسخة في الكلية وبالتالي لو كان ولي أمر الطالبة أو كلية محايل طلبته لكان ذلك وبإمكاننا الآن أن نرسل بدل فاقد للسجل الأكاديمي للطالبة أو لكلية محايل.