تخرجت زوجتي «عائشة عايض مضحي القرني» في الثانوية الأولى في محافظة المجاردة منذ نحو أربعة أعوام، وعلى الفور ذهبت إلى خالها في محافظة شرورة، حيث التحقت بكلية التربية للمعلمات هناك. بعد أن درست لمدة عام دراسي كامل، تقدمت بطلب نقل إلى كلية التربية في محايل عسير، لأنها اقرب كلية لنا، وفعلاً جاءت الموافقة على نقلها وأرسل ملفها عبر البريد. وعلى رغم مرور عام كامل على دراستها في محايل عسير إلا أن الملف لم يصل إلى الكلية، فطلبت الكلية منها مخاطبة كلية شرورة، مع أن المفترض أن الكلية هي من تخاطب الكلية الأخرى. سافرت إلى شرورة مضطراً للاستفسار عن ملف زوجتي، فأفادوني في الكلية بأنهم أرسلوه عبر البريد، إلا أن كلية محايل عسير أكدت أن الملف لم يصلها، وبناء على ذلك أوقفت زوجتي عن الدراسة. عدت إلى شرورة مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت زوجتي برفقتي، وهناك أكدوا لزوجتي بأنهم أرسلوا الملف عبر البريد، وزودونا بخطاب استلام الملف من بريد محافظة شرورة، إذ جرى إرسال الملف من بريد شرورة إلى بريد منطقة نجران، ولدي رقم الخطاب وعليه اسم الموظف الذي أرسل الملف، إضافة إلى اسم الموظف الذي تسلم الخطاب وتوقيعه. خاطبت أكثر من مرة جميع تلك الإدارات الحكومية، والتي يفترض فيها الحرص على هذه الشهادات، ولكن من دون جدوى. وبعد مراجعات علمت أن المسؤولين في جامعة الملك خالد هم من أصدروا الأوامر بإيقاف زوجتي عن دراستها، مع أنهم يعلمون علم اليقين وبناء على الخطابات الرسمية بأنه لا ذنب لنا. باختصار ضاع الملف رسمياً بين إدارتي البريد في شرورةونجران، وتحملت زوجتي هذا الخطأ، فأوقفت عن الدراسة، وكان لا بد من البحث عن حلول أخرى بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب، فتقدمت بطلب «بدل فاقد» لشهادة الثانوية العامة، وكانت أولى الخطوات الإعلان في إحدى الصحف المحلية، وفعلاً كان ذلك، إذ أعلنت في جريدة البلاد عن فقد الشهادة يوم الثلثاء الموافق 18/ 12/ 1429ه، ومن ثم تقدمت بطلب بدل فاقد مرفق به طلب الإعلان في تاريخ 25/ 12/ 1429ه، إلا أنه وحتى كتابة هذه السطور وعلى رغم المراجعات المتكررة لمدة سنة وخمسة أشهر، لم يبادر مكتب الإشراف التربوي في أبها بإصدار شهادة «بدل فاقد»، ولا أعلم والله حتى الآن سبباً مقنعاً. لم تتوقف المفاجآت المحزنة عند هذا الحد، فقد جاءني اتصال منذ نحو شهرين من جامعة الملك خالد يحمل تهديداً بأنه إذا لم يصل إليهم الملف خلال أسبوع، فإن زوجتي ستفصل نهائياً. لا أعلم كيف أنهي هذه السطور، فقد تعبت من مراجعة هذه الإدارات التي لا تفكر في مصلحة المواطن، ولا أخفيكم بأن هذا الوضع أثر سلباً في حياتي الوظيفية، جراء كثرة خروجي من العمل. بعد كل ذلك ما ذنب زوجتي حتى تحرم من دراستها؟ وهل حققت جامعة الملك خالد أو إدارة البريد في هذا الإهمال الذي ندفع ثمنه؟ أم أن زوجتي هي الحلقة الأضعف في المعادلة؟ ثم هل من العدل أن يستغرق إصدار شهادة «بدل فاقد» سنة وخمسة أشهر؟ لا أطالب المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بما ليس حقاً لزوجتي، ولا أطالب بالتحقيق مع هؤلاء المسؤولين الذين حملونا نتائج أخطاء إدارة حكومية أخرى، ولن أطالب باستعادة سنتين ضاعتا من مستقبل فتاة تريد مشاركة زوجها هموم الحياة ومتطلباتها. ما أطالب به فقط هو إصدار شهادة «بدل فاقد» وإكمال زوجتي لدراستها في أقرب وقت ممكن، خصوصاً أنني أملك جميع المستندات.