تنافس الشاعرة السعودية المثيرة للجدل حصة هلال على لقب برنامج "شاعر المليون" الواسع انتشار والذي شنت خلاله حربا على الفتاوى "الشريرة" وتعرضت بسببها لتهديدات بالقتل. وحصة هلال التي وصلت الى المرحلة النهائية من البرنامج الذي تبثه قناة ابوظبي ويحصل الفائز فيه على جائزة قدرها 1,3 مليون دولار، وقفت اكثر من مرة امام لجنة التحكيم حاملة بقوة على الفتاوى المتطرفة وعلى رجال الدين المتشددين. وقد احتدم الجدل في السعودية حول هذه المراة المنقبة التي تجاهر بتاييدها للاختلاط بين الجنسين في مجال العمل، والتي تجاهر بصوتها الانثوي الذي يعد "عورة" في نظر المتشددين، فيما وصل البعض الى حد تهديدها بالقتل على المواقع الالكترونية. وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قالت حصة، وهي اربعينية متزوجة وام لعدة ابناء "طبعا انا وزوجي وعائلتي لدينا قلق بسبب التهديدات التي سمعت عنها ولم تصل الي شخصيا". واكدت الشاعرة الملقبة ب"ريمية" والتي لا تحمل شهادات جامعية انها تريد ان تواجه "التشدد الذي اصبح ظاهرة مخيفة في العالم العربي". وقالت انه "قبل سنوات كان الناس بسطاء وكان هناك نوع من الانفتاح، والآن اصبح كل شيء اثقل حتى ان البعض لا يسلم على قريباته اللواتي كان يسلم عليهن من قبل". وفي قصيدة تحت عنوان "فوضى الفتاوى" القتها في البرنامج الذي تبدأ مرحلته النهائية الاربعاء المقبل، قالت حصة ان الشر يلتهب في عيون الفتاوى، وان مطلقي هذه الفتاوى مثل مسخ يحمل حزاما، في اشارة ضمنية الى الحزام الناسف. وقالت الشاعرة في قصيدتها "شفت شر يتوايق من عيون الفتاوي في زمان حلاله ملقحينه حرام، عن وجوه الحقايق لا رفعت الغطاوي بان مسخ تخفى تحت ستر اللثام، وحشي الفكر ساخط بربري عماوي، لابس الموت لبس وشد فوقه حزام". وتضيف في قصيدتها النبطية "في حزوم السياسة يرعب الناس عاوي، ويفترس كل نفس طامحة للسلام، لاذ صوت الحقيقة وانزوى الحق ثاوي، يوم عند المصالح ذل حر الكلام". وحصلت الشاعرة السعودية على تنويه كبير من لجنة التحكيم التي هنأتها على "شجاعتها"، ومنحتها 47 نقطة من اصل 50. وفهم من قصيدت حصة هلال انها تقصد فتوى رجل الدين السعودي المتشدد عبد الرحمن البراك الذي اجاز قتل من يجيز الاختلاط بين الجنسين. الا ان حصة هلال اكدت لفرانس برس انها لم تكن تقصد فتوى البراك بالتحديد وانما ذلك لا يعني انها توافق على تلك الفتوى، بل اكدت مجددا انها تؤيد "الاختلاط الابيض"، اي الاختلاط بين الجنسين في مجالات العمل، واعتبرت ان "ذلك ضروري للحياة". وعن فتوى البراك، قالت الشاعرة ايضا "انا ضد ان تقتل انسان على اساس فكره". واضافت "كل ما نسمعه +حرام حرام حرام+، وهذا التشدد المخيف تعدى السعودية او الخليج الى مجتمعات اخرى مثل مصر والاردن وسوريا". وبحسب صحيفة الوطن السعودية، فان موقع "انا المسلم" الذي يبث احيانا اشرطة ومواد اعلامية لتنظيم القاعدة، شهد الانقادات الاكثر حدة للشاعرة "ريمية". وذكرت الصحيفة ان بعض المشاركين في الموقع طالب بقتل الشاعرة. وتساءل احد الاعضاء في المنتدى الالكتروني "هل قتلها واجب حدا ام تعزيرا" فيما قال آخر "هل يدلني أحدكم على عنوانها؟" في ما بدا تهديدا جسديا مباشرا. وكانت فتوى الشيخ البراك اثارت الكثير من الجدل في السعودية وهي تاتي بعكس توجهات رسمية في المملكة يقودها الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمنح مزيد من المساحة للمرأة في الحياة العامة. وقالت "ريمية" ان "السعودية خطت في السنوت الخمس الماضية خطوات جبارة والملك قوي شجاع لا يهاب وكان من الصعب ان يقوم اي شخص بما قام به". وتشير حصة بذلك الى سلسلة من التدابير التي اتخذها العاهل السعودي ومنها تعيين اول امراة في منصب مساعدة وزير واباحة الاختلاط بين الجنسين في اطار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في جدة على البحر الاحمر. وتبدأ المرحلة النهائية من برنامج "شاعر المليون" مساء الاربعاء، والشاعرة حصة هلال واحدة من خمسة متبارين على اللقب، على ان تكون الحلقة الاخيرة في 31 اذار/مارس. وضمنت حصة بوصولها الى النهائيات جائزة قدرها مليون درهم (274 الف دولار) فيما تصل الجائزة الاولى الى خمسة ملايين درهم (1,3 مليون دولار). ويصل اجمالي الجوائز الى 15 مليون درهم (اربعة ملايين دولار)، ما يجعل من "شاعر المليون" اكبر مسابقة شعرية في العالم من حيث قيمة الجوائز، فيما يقدر عدد مشاهدي البرنامج في كل حلقة ب18 مليون مشاهد غالبيتهم العظمى في منطقة الخليج. وتنظم البرنامج هيئة ابوظبي للثقافة والتراث بهدف اعادة احياء تراث الشعر النبطي (العامي) في منطقة الخليج. وسبق ان شاركت عدة نساء في البرنامج الذي تنظم حاليا الدورة الرابعة منه.