استضاف فندق الفينيسيا في بيروت «الليلة الخليجية التاسعة»، التي أرست موعدها السنوي مع محبي التراث العابق بأسرار الصحراء وقصائدها وتقاليدها الحميمة. وشاركت فيها لهذا العام المصممة البحرينية هيفاء البلوشي والمغربية لمياء الميناوي والإماراتية فاطمة الكعبي، إضافة إلى خبيرة التجميل السعودية منال الخياط. وفي تكامل يليق بالحدث، عرضت المبدعات الأربع أعمالهن وفنونهن على جمهور وفيّ لهذا الحدث، الذي حظي بتغطية إعلامية خليجية مميزة، لا سيما أن المذيعة سماح غندور حضرت خصيصا من الكويت لمواكبة هذه الليلة. وقد حرصت المصممة هيفاء البلوشي في تقديمها مجموعتها على عنونتها بتسميات تنبض بالتراث البحريني العريق الذي يحاكي أسلوب عباءاتها، وهي التي اشتهرت بلمساتها المعتمدة على التطريز بالأحجار الكريمة والترصيع بالكريستال الملون، مما أضاف جمالا وأناقة وغنى إلى مجموعتها التي عززت رصيدها بأسلوبها الخاص المختلف عن الأسلوب المتبع في العباءة التقليدية، وأفرد لها مساحة خاصة لدى سيدات المجتمع البحريني اللواتي يقبلن على كل ما تصممه لمعرفتهن أنهن سيحظين بلمسة، قلما تتوافر لدى غيرها من المصممات، ذلك أن خصوصية البلوشي تبرز من خلال قدرتها على تقديم تصاميم تزاوج بين الأناقة والاحتشام والجمالية المرهفة، التي تستعرض نفسها كالعطر يتسلل إلى الوجدان. أما المغربية لمياء الميناوي، فقد تمكنت عبر مجموعتها من اقتحام المجتمع النسائي الخليجي، لتجد المرأة هناك أن باستطاعتها التنويع من خلال التراث المغربي الغني، الذي تعكسه أناقة لها تاريخها وحضورها الثقافي في أدبيات الحياة الاجتماعية. وسر الميناوي أنها ألغت المسافة بين المشرق العربي والمغرب من خلال تقديم ما يحاكي الانفتاح على غنى التراث أينما كان، لتحقق بذلك مكانة مميزة وتترك بصمتها لتضيف إلى الخليج مزيدا من الفن في عالم التصميم، وتمنح الراغبات في أناقة مختلفة فرصة للتنويع وفق مقاييس دقيقة وصعبة، ذلك أنها لا تستهين بما تقدمه حرصا منها على الأفضل. الإماراتية فاطمة الكعبي انتهجت لنفسها خطا فريدا وبسيطا في آن واحد، فهي فضلت تصميم العباءة التقليدي.. لكن من بوابة الهوت كوتور، لذا قدمت أفكارا جديدة ومبتكرة للعباءة الخليجية المصممة خصيصا لحضور الأعراس والمناسبات السعيدة. وقد استعانت لتحقيق رؤيتها الفنية بأفضل الأقمشة ذات الماركات العالمية لتمنح كل تصميم مزيجا من جمالية الشكل والحداثة والخطوط التقليدية للعباءة، بحيث لا تخون التراث ولا تدير ظهرها لكل جديد في عالم الأزياء. وتبقى اللمسة الخاصة للأمسية الخليجية، فقد كانت لخبيرة التجميل السعودية منال الخياط، التي حولت وجوه عارضاتها إلى لوحات تشكيلية، تزهو بأنماط من فنون التجميل تحت عنوان عرض «منال 2010». وقد اعتمدت ثلاثة أشكال مختلفة من المكياج الرائع. ولعبت على إيقاع الألوان لتبرز حرفيتها التي اكتسبتها من خلال دراستها المتنوعة، من دون أن تغفل قواعد الجمال العربي الأصيل أو تشوهها، وذلك من خلال الحس المرهف والذوق الراقي، الذي تتمتع به أسلوبا ومضمونا. ولمسات الخياط التي تضفي على الملامح سحرها وجماليتها، أهلتها للمشاركة في أكثر من مهرجان، وفتحت لها الطريق إلى جوائز مسابقات لخبراء التجميل، وصنفتها اسما مميزا في عالم الألوان في مدينة جدة السعودية.