(شرق) تشهد العاصمة المصرية اليوم الإعلان عن اتفاق غير مكتوب (على الأرجح) للتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بعد أن ظلت القاهرة حتى ساعة متأخرة من مساء أمس تسابق الزمن من أجل بلوغ النقطة التى يمكن عندها إعلان اتفاق التهدئة الذى ترشحت معلومات كثيرة بشأنه تفيد قرب التوصل إليه رغم وجود عدد من المشكلات التى تعترضه حسبما قال مدير المخابرات المصرية عمر سليمان بعد لقاءاته مع مختلف الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة حماس. وصرح مصدر أمنى مصري فى هذا الإطار بأن الجانب المصري أجرى فى وقت متأخر من الليلة قبل الماضية محادثات مع الدكتور محمود الزهار القيادى البارز فى حركة حماس، انضم إليها بعد ذلك الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وقال المصدر إن اللقاء مع الدكتور الزهار تركز حول طلب الجانب المصري من حماس التعهد باحترام أى اتفاق للتهدئة يتم التوصل إليه وقد اكد الزهار خلال اللقاء تعهد حركته باحترام التهدئة شريطة أن يقابل هذا الاحترام باحترام مماثل من قبل إسرائيل. وأضاف أن من بين المشكلات الأخرى التى أثير نقاش بشأنها موضوع إطلاق الصواريخ ووقف تهريب السلاح عبر الانفاق ، حيث طلب الزهار من الجانب المصري عدم الخوض فى تلك المسألة كثيرا طالما أن الموقف الاسرائيلي مازال غامضا وليس نهائيا من الاتفاق بعد ، أما فيما يتعلق بطلب إسرائيل إقامة منطقة عازلة بين قطاع غزة وإسرائيل فقال المصدر أنه أمر يتم بحثه مع الجانب الإسرائيلي وهناك تصورات بشأنه لدى القاهرة وتل أبيب، رافضا الإفصاح عنها. وحول ما يمكن أن يحدث اليوم بشأن إعلان التهدئة، قال المصدر إن هناك تصوران أمام مصر فى هذا الموضوع ، الأول أن يتم الاعلان اليوم ليكون أساسا صلبا أمام الجهود التى ستبذل مستقبلاً من قبل كافة الأطراف “لنضع كل طرف أمام مسئولياته باعتبار أن هناك نقاطا عامة تم الاتفاق عليها فى موضوع التهدئة يمكن البناء عليها، لكن الإخوة فى حماس يريدون حسم كافة النقاط قبل الإعلان عن الاتفاق”، وأشار إلى أن التصور الآخر هو تأجيل الاعلان لحين حسم كافة النقاط محل الخلاف، وفى هذه الحالة قد يتأجل إعلان الاتفاق يوما أو يومين ولن يتأخر أكثر من ذلك. وحول أبرز ملامح الاتفاق المنوى التوصل إليه، قال المصدر إنه يستند على نقاط أساسية أهمها: • تتعهد مصر للفلسطينيين ببذل أقصى جهد ممكن من أجل فتح المعابر حتى يسهم ذلك فى إنعاش الشارع الفلسطيني ويعطى بعض الأمل بحدوث تحسن ملموس على الأرض. • بالنسبة لترتيبات معبر رفح ، فإنه سيتقرر تأجيل بحثه إلى مباحثات ستعقد فى الأسبوع الأول من شهر مارس المقبل فى ضوء ما سيحدث على الأرض خلال الأسبوعين المقبلين. • تتعهد مصر بالعمل مع الجانب الاسرائيلي وكافة الأطراف الدولية الفاعلة على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة وتسهيل انتقال السلع والمواد الغذائية من وإلى القطاع. • اعتبار ملف الأسرى مؤجلا لفترة قصيرة دون ربطه فى تلك المرحلة بملف التهدئة ، ويتم بحثه لاحقا بناء على صفقة شاملة يتم بمقتضاها الافراج عن نحو ألف أسير فلسطيني أو أكثر فى مقابل الافراج عن الجندى الاسرائيلي جلعاد شاليط ، وتحديد أسماء المفرج عنهم بالتنسيق بين حماس والحكومة الاسرائيلية ، مع تعهد من قبل إسرائيل بتشغيل المعابر وفتحها بشكل كامل بعد الافراج عن شاليط. • التزام كل من إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بمتطلبات التهدئة التزاماً صارماً وعدم اللجوء إلى أى فعل من شأنه خرق الاتفاق وبما يؤدى إلى توتير الساحة الفلسطينية وما يستتبعه ذلك من عدوان أحد الطرفين على الآخر. • تعهد كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية بالرجوع إلى القاهرة فى حال حدوث خرق لاتفاق التهدئة وعدم الانفراد بقرار الرد دون التشاور مع مصر وإعطاء فرصة للقاهرة ببذلك الجهود المناسبة لاحتواء الموقف. وردا على سؤال حول من سيعلن الاتفاق فى مصر وهل سيكون مكتوبا أم شفهيا .. رفض المصدر الإجابة وقال « هذه نقطة شكلية والمهم أن يتم إعلان الاتفاق” مشيرا إلى أن المسألة تتأرجح بشأن شكل الاتفاق كونه مكتوبا أم لا ، لكن الأرجح أن يكون شفهيا. أما من ناحية الحوار الفلسطني .. فقد قال المصدر الأمنى إن الأجواء حتى الآن طبية جدا حيث أكد الإخوة فى فتح وحماس عزمهما على إنجاحه واتفقوا على وقف الحملات الإعلامية وإقرار آلية محددة لإنهاء ملف الاعتقالات فى الضفة الغربية وقطاع غزة.