شكلت الدعوة التي أطلقها الرئيس الأفغاني لدور سعودي في أفغانستان أبرز ما تضمنته كلمته أمام مؤتمر لندن الذي يبحث مستقبل البلاد، ويشارك فيه 60 دولة. ودعا الرئيس حامد كرزاي المملكة العربية السعودية الخميس 28-1-2010 للقيام بدور كبير في تحقيق السلام في افغانستان، وقال إنه سيدعو لعقد المجلس الاعلى للقبائل "لويا جيركا" لبحث المصالحة مع طالبان في افغانستان. واضاف كرزاي "نأمل ان يتكرم الملك عبد الله بن عبد العزيز بالقيام بدور بارز في توجيه عملية السلام والمساعدة فيها". ويقول دبلوماسيون أن السعودية التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع باكستان استضافت في الماضي محادثات غير رسمية مع ممثلين عن طالبان. وأوضح أن الاستقرار في افغانستان لا يعتمد فقط على ما يحدث في الداخل ولكن أيضا على الدول المجاورة لها ولاسيما باكستان دعم جهودنا من أجل تحقيق السلام والمصالحة. وأعلن كرزاي خطة من ست نقاط لتحقيق الاستقرار في البلاد، وحدد الأولويات التي تعمل الحكومة على تحقيقها وعلى رأسها تعزيز الأمن وتقوية دور القوات الأفغانية وتطبيق سيادة القانون والديمقراطية ومكافحة الفساد وتحسين مستويات المعيشة وجذب الاستثمارات. وسيسعى كرزاي خلال المؤتمر للحصول على التمويل اللازم للخطة من مانحين غربيين. ويشارك في أعمال المؤتمر ممثّلون عن أكثر من 60 بلداً وسبعُ منظمات دولية ومختلف الأطراف الضالعة في الحرب في أفغانستان ما عدا حركة طالبان. صندوق لتشجيع نزع السلاح من جانبه، اعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون انشاء صندوق دولي لتمويل السلام وبرنامج اعادة تاهيل واندماج المسلحين الذين يتخلون عن العنف في افغانستان. وقال براون في افتتاح مؤتمر افغانستان في لندن ان "المجتمع الدولي وتلبية لنداء الرئيس الافغاني حمي كرزاي، يعلن انشاء صندوق دولي يهدف الى تمويل عملية السلام التي تديرها افغانستان، وكذلك برنامح اعادة التاهيل الذي يسعى الى تقديم بديل اقتصادي لاولئك الذين ليس لهم اي بديل"، مؤكدا أنه لا خيار بعد ذلك سوى الاستمرار بملاحقة الذين يرفضون شروط اعادة الاندماج. مجرد خدعة وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحفي قبيل توجهه الى العاصمة البريطانية لحضور المؤتمر، إن الشعب الأفغاني يتطلع الى ما سيسفر عنه المؤتمر بشأن حجم الدعم الدولي لأفغانستان، من أجل دفع عجلة التنمية فيها على المدى الطويل. وفي ردها على الخطة ذكرت طالبان في بيان وزع على وسائل الإعلام عبر البريد الالكتروني "أنهم يعتقدون ان المجاهدين في أفغانستان يمكن إغواؤهم بالمال أو مراكز السلطة، مثل هذه الأفكار لا أساس لها ولا طائل من ورائها وتجافي الحقيقة". وكرر البيان موقف الحركة القديم بأن السبيل الوحيد لانهاء النزاع الذي دخل الآن عامه التاسع هو مغادرة القوات الأجنبية للبلاد. ويوجد أكثر من 110 آلاف جندي أجنبي في أفغانستان بينهم نحو 70 ألف أمريكي يحاربون تمرد مقاتلي طالبان الذين تمكنوا من نقل هجماتهم إلى خارج معاقلهم التقليدية في الجنوب والشرق لتصل إلى مناطق كانت في السابق تتمتع بالهدوء.