عمان (ا ف ب) - قالت والدة الاردني الذي يشتبه في انه نفذ الهجوم الانتحاري الذي اودى بحياة سبعة عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في خوست بافغانستان الاربعاء الماضي، انها لم تحصل على تاكيدات بانه الانتحاري. وقالت شنارة فاضل البلوي (64 عاما) والدة همام خليل محمد البلوي لوكالة فرانس برس في اول تصريح صحافي لعائلته "لم نتأكد بعد من صحة هذه الاخبار ولم يأتينا شيء رسمي حتى الان في هذا الخصوص". واضافت وقد بدا عليها التأثر الشديد، ان ابنها "غادر الى تركيا اواخر شباط/فبراير الماضي كي يحضر النسخة الاصلية من شهادة الطب التي كان حصل عليها من جامعة تركية لانه كان ينوي اكمال دراسته التخصصية في الولاياتالمتحدة"، مشيرة الى ان "اخباره انقطعت منذ ذلك الحين". وتابعت "ابني انسان معتدل ولم تكن لديه ميول دينية او اي شيء، كان يصلي ويعبد ربه ويقرأ القرآن في البيت". واوضحت انه "ولد في الكويت في 25 كانون الاول/ديسمبر 1977 وله ستة اشقاء احدهم توأمه وهو موجود حاليا في كندا بالاضافة الى ثلاث شقيقات، كلهم من مواليد الكويت، جئنا من الكويت الى الاردن بعد حرب العراق العام 1990"، في اشارة الى الغزو العراقي للكويت ابان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. واضافت "ابني كان انسانا واعيا ودرس في مدارس حكومية في الاردن، ثم سافر الى تركيا من اجل دراسة الطب في احدى جامعاتها وهناك تعرف على المرأة التي تزوجها والتي كانت تعمل صحافية في ذلك الحين ولديه منها ابنتان هما ليلى ولينا". واشارت الى انه بعد عودته الى الاردن، عمل في مستشفى في مخيم للفلسطينيين بالقرب من الزرقاء (23 كلم شمال شرق عمان) حيث كانت تقيم عائلته قبل انتقالها الى حي جبل النزهة (شرق عمان) حيث يقيم والداه اللذان يتحدران من اصول فلسطينية. وقالت الوالدة ان "زوجة همام التركية كانت تقوم في الاردن بترجمة الكتب من اللغة العربية الى اللغة التركية". وبحسب الوالدة، فان "همام تم التحقيق معه العام الماضي في الاردن ثم اخلي سبيله لعدم وجود اي شيء معه". واكدت انه "اراد اكمال دراسته في الولاياتالمتحدة كي يحصل على تخصص في الطب حتى انه قدم طلبا للسفارة الاميركية ودفع رسوم امتحان القبول الذي كان من المفترض ان يتم في الاول من آذار/مارس الماضي". وتعذر عليها التأكيد ما اذا كان ابنها قد حصل على التأشيرة الاميركية. واضافت "بعدها سافر الى تركيا في شباط/فبراير الماضي كي يأتي بشهادته الاصلية لكننا علمنا بعد ذلك انه لم يفعل حتى ان زوجته التي كانت هناك بحثت عنه ولم تجده حتى انها قصدت السفارة الاردنية في انقرة طلبا للمساعدة دون جدوى". وتابعت الوالدة "منذ ان غادرنا وحتى الان لم اسمع صوته ولااعرف ما هي اخباره او اين ذهب؟". واضافت "انا كام اتمنى ان اعرف ماذا حل بابني وما هي اخباره وان كان لا يزال بخير وصحة جيدة"، مضيفة "ابني ليس كما تقدمه وسائل الاعلام، انه انسان مخلص في عمله وفي تعامله مع الاخرين والكل يشهد بذلك". وحين سئلت عن مدونته الخاصة على الانترنت والتي تتضمن افكارا اسلامية متطرفة، قالت "لا اعرف ما هي المدونة فانا امرأة كبيرة السن ولا اعرف هذه الاشياء، انا ام واعرف ان ابني لم يكن هكذا". واكد مسؤول اردني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان همام خليل موجود في باكستان وانه زود المملكة بمعلومات في "غاية الخطورة"، مشيرا الى عدم وجود معلومات تؤكد بانه الانتحاري. وكانت وسائل الاعلام الاميركية ذكرت الاثنين ان الانتحاري الذي قتل ثمانية اشخاص في هجوم على قاعدة للاستخبارات الاميركية في افغانستان، اردني جندته الاستخبارات الاردنية اصلا كعميل مزدوج. ونقلت شبكة "ان بي سي" عن مسؤولين في اجهزة استخبارات غربية قولهم ان الاردني همام خليل البلوي توجه الى افغانستان بمهمة محددة هي العثور على ايمن الظواهري ومقابلته. وبحسب "ان بي سي" فان ضابط الارتباط معه في افغانستان كان النقيب في الاستخبارات الاردنية علي بن زيد الذي قضى في التفجير الانتحاري. وقال المسؤولون ان البلوي طلب من الضابط الاردني مقابلة عملاء الاستخبارات الاميركية في خوست (شرق افغانستان) لنقل معلومات مهمة اليهم عن ايمن الظواهري. وتبنت حركة طالبان هذه العملية التي اودت بحياة سبعة من عملاء الاستخبارات الاميركية والضابط الاردني. وبحسب معلومات سابقة، فان الانتحاري كان مخبرا ولم يجر تفتيشه كما يجب لدى دخوله قاعدة تشابمان التي تستخدمها وكالة الاستخبارات الاميركية في ولاية خوست قرب الحدود مع باكستان. من جهتها، اكدت مواقع مقربة من تنظيم القاعدة ان البلوي هو منفذ الهجوم وانه كان قد جند اصلا من قبل المخابرات الاردنية كعميل مزدوج. وبحسب موقع "انا مسلم" الالكتروني المقرب من تنظيم القاعدة، فان همام خليل يلقب بابي دجانة، وله مدونة خاصة على الانترنت وكان يمكن الدخول اليها لغاية الاثنين الا انها اغلقت الثلاثاء.