شنت الجماعة الإسلامية في مصر، هجوما على الكتور نصر حامد أبوزيد، يعد الأول لها منذ إقرار قادتها للمراجعات الفكرية، والتي تم بموجبها الإفراج عن قادة الجماعة من المعتقلات، التي قضوا فيها سنوات طويلة، حيث انتقدت الجماعة ظهور أبوزيد في أحد برامج التلفزيون المصري، عقب منعه من دخول مطار الكويت الدولي لإلقاء محاضرة في الشهر الماضي، ودعت إلى عدم الانخداع بأفكاره التي وصفتها ب"الهدامة". وقالت قيادة الجماعة في بيان لها يوم الأحد، إن موقفها المعادي لأبوزيد يرجع إلى "آرائه المنافية لتعاليم السنّة، والتي من بينها اعتباره القرآن نصا بشريا لا قداسة ولا حرمة له، إلى جانب مناداته بإخضاع القرآن إلى نظرية غربية مادية، تنكر الخالق، وتؤول الوحي الإلهي على أنه إفراز بيئي أسطوري". ووصفت الجماعة أبوزيد بأنه "يردد أفكارا ماركسية، وينتهج طريق الماركسيين في تحليل القرآن وتفسيره"، وأضاف البيان أن أبو زيد "يجعل هذه الأدوات الإلحادية، نقطة الانطلاق لتأويلاتها، فينزع عن القرآن مضمونه، باعتبار أن مضمون القرآن أسطوري غيبي، ويعطيه دلالات ومضامين أخرى يزعم أنها الوعي بالتاريخ والعالم والنصوص". ومن جهة أخرى، أعلنت الجماعة الاسلامية على موقعها الالكتروني، وبإشراف مفتي التنظيم أسامة حافظ، حملة فكرية للتحذير من مخاطر العمل السري، والذي تصر بعض الحركات الإسلامية على انتهاجه. وقال حافظ في البيان إن "العمل السري استهوى كثيرا من التنظيمات الإسلامية السابقة للجماعة، بداية من الإخوان، وحتى تجربة الجماعة الإسلامية، مرورا بتنظيمات يحيى هاشم ومحمد البرعي وصالح سرية وشكري مصطفى، ورغم ذلك، كان تنظيم الجماعة الإسلامية الأكثر إصابة للمجتمع". وأضاف حافظ "ورغم أن فكرة العمل السري تثير اعجاب كثير من الشباب، إلا أنها تحمل الكثير من السلبيات، أبرزها مخالفة الشريعة الإسلامية"، واستند حافظ في مخالفة العمل السري للشريعة، إلى أن إدارته وأفراده "في حاجة للتخفي كثيرا من المخالفات الشرعية، كترك الهدى والكذب والخداع، ومن ثم يحرمهم أيضا من أداء الفرائض جماعة، بما يضعف ارتباطه وولاءه بالمجتمع، الذي يعيش فيه، لأن الولاء الكامل يكون للتنظيم، وكذلك يكرس الانغلاق الفكري، وقصره على أعضاء التنظيم فقط".