قالت مصادر قبلية يمنية ل " شرق " في محافظة الجوف (شمال شرق اليمن) أن تعزيزات عسكرية مكثفة وصلت إلى شعب السمع بمديرية خب والشعف وذلك لمساندة القبائل التي تحاصر المتمردين الحوثيين داخل الشعب. وأضافت المصادر "أن اشتباكات عنيفة بدأت فجر السبت بين القبائل والمتمردين الحوثيين، وأشارت إلى أن القبائل تحاصر الحوثيين الذين يتحصنون بداخل شعب السمع في مجموعتين منفصلتين ويقدر عددهم بأكثر من 70 مسلحاً . وذكرت المصادر أن الطيران يكثف تحليقاته في المنطقة، في حين وصل إلى هناك عدد من المسؤولين المحليين بالجوف بينهم وكلاء المحافظة واللواء عبدربه الإسرائيلي قائد أحد الألوية العسكرية، ومعهم عدد من المجاميع القبلية الأخرى. ونقلت وسائل اعلام يمنية عن مصدر قبلي أن المتمردين الحوثيين كانوا قد وافقوا في الصباح الباكر على تسليم أسلحتهم وترك المنطقة، غير أنهم عادوا وأطلقوا النار على لجنة للوساطة، ما أدى إلى عودة الاشتباكات بين الجانبين بضراوة". وكان المتمردين الحوثيين قد وصلوا اليومين الماضيين إلى مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف في محاولة لفتح جبهة جديدة مع السعودية كون المديرية تقع على الشريط الحدودي لمنطقة نجران السعودية. غير أن قبائل الجوف تصدت لهم. وجاء ذلك، بعد يوم واحد من إعلان الحوثي فتح "باب التطوع" لمن وصفهم بالشرفاء والأحرار الذين يستشعرون المسؤولية في مواجهة "العدوان الأجنبي على بلدهم" في إشارة منه إلى المملكة العربية السعودية. وأكد في بيان – تلقى شرق نسخة منه – أنه سيفتح جبهات جديدة وفي مناطق متعددة وبأساليب وخيارات كثيرة ومتاحة ضد السعودية. وأفادت المصادر المحلية أن مشايخ مديرية خب عقدوا أمس اجتماعاً مع الأجهزة الأمنية بالمديرية، وأعلنوا خلاله استعدادهم لمقاتلة المتمردين الحوثيين وطردهم من المديرية، وطالبوا من الأمن مساعدتهم في ذلك. من جانبها، قالت اللجنة الأمنية اليمنية أنها اتخذت عدداً من الإجراءات الأمنية بهدف إغلاق المحافظة في وجه "العصابات الحوثية المندحرة" من محافظة صعدة والتي تحاول أن تتخذ من بعض مناطق الجوف أوكاراً لها. ونقلت وزارة الداخلية اليمنية الجمعة الماضية عن اللجنة الأمنية قولها "إنها وضعت خطة لملاحقة عناصر الإرهاب والتخريب في المحافظة وإنها لن تسمح مطلقاً بأن تعيث تلك العناصر والمهزومة والمندحرة فساداً في الجوف ، وستعمل على استئصال شأفتهم أينما ظهروا وفي أي منطقة تواجدوا فيها من مناطق المحافظة" . ويحاول الحوثيون توسيع الصراع ليشمل محافظة الجوف، حيث ينفذ مقاتلين حوثيين عمليات مسلحة ضد القبائل التي تصدت للمتمردين منذ أشهر وكانت عقبة أمامهم في نقل المعركة للمحافظة.