أنقذ فريق طبي في مستشفى الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني بالأحساء سيدة في العقد الثامن، بعد توقف قلبها لأكثر من أربع مرات متتالية، ونجح التدخل السريع في إنقاذ السيدة بعد أن كانت تعاني من توقفات متتالية في نبضات القلب. وذكر المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج أمس أن المستشفى استقبل هذه الحالة بعد تحويل مستعجل من قبل مستشفى أرامكو ليتم استقبالها بعد تشكيل فريق متكامل في قسم الطوارئ بالمستشفى. وقال "يعد هذا الإنجاز مفخرة للشؤون الصحية في الحرس الوطني، لكونه سبباً رئيساً لتمتع هذه السيدة بالحياة من جديد، ولم يأتِ من فراغ بل جاء بعد سلسلة متواصلة من الدورات وورش العمل والمحاضرات والندوات حول أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الإنعاش الرئوي المتطور". وكانت السيدة أصيبت بإغماء كامل قبل أن تنقل بصورة مستعجلة إلى قسم الطوارئ في مستشفى أرامكو، وبعد إجراء الإسعافات الأولية توقفت وظائف القلب والرئتين، مما اضطر الأطباء هناك إلى نقلها وبصورة عاجلة عن طريق التنسيق المباشر إلى مستشفى الملك عبدالعزيز. وأضاف رئيس الفريق الطبي المعالج استشاري أمراض التنفس والعناية المركزة الدكتور عبدالسلام العيثان "حدثت أربعة توقفات للقلب ما استدعانا لعمل الإنعاش القلبي الرئوي المتطور، وذلك باستخدام أحدث الطرق والأساليب، التي تستخدم في دول العالم المتقدمة، من أجل استعادة نبض القلب وإعادة عمل الرئتين، والمحافظة على عدم رجوع هذه الحالة مرة أخرى". واستغرق الإنعاش أكثر من ثمان ساعات متواصلة قبل أن يعلن الفريق الطبي استقرار حالة المريضة، وأكد الدكتور العيثان أنه بعد التشخيص الدقيق تبين لدينا أنها تعاني من انثقاب في جدار الاثني عشر، مما أدى إلى تسرب عصارة الأمعاء إلى تجويف البطن، وإحداث صدمة تعرف طبياً ب"انتانية" مما تسبب في هبوط حاد في وظائف القلب والدورة الدموية، وهذا ما أدى إلى توقف متقطع في عمل القلب. وخضعت المريضة لعملية جراحية تم من خلالها استكشاف البطن وسد الانثقاب في الاثني عشر على يد استشاري الجراحة الدكتور بابكر إدريس قام من خلالها بتنظيف تجويف البطن من الصديد المتجمع، ليتم بعد ذلك إرسالها إلى العناية المركزة. وأضاف الدكتور العيثان "تمكنا من إكمال العلاج واستعادة الوعي خلال أسبوعين وخرجت من العناية المركزة بعد أن مكثت ثلاثة أسابيع وهي في كامل وعيها"، مشيرا إلى أنها تعد من الحالات النادرة جداً لأنه بعد توقف القلب والرئتين عن العمل لأكثر من مرة يندر أن يستعيد المريض وعيه الكامل بعد الدخول في مثل هذه الحالات. وأبان أنه "تم الاعتماد على أكثر من أسلوب وطريقة حديثة في الإنعاش القلبي والرئوي، ولم يتم الاقتصار على الأدوية. بل قمنا بإضافة المحاليل والدم وبعض الأدوية التي لم تستخدم سابقاً في مثل هذه الحالات".