قضت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب اليوم السبت بإعدام ثمانية من المتمردين الحوثيين الذين شاركوا في أحداث التمرد في منطقة بني حشيش شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء في عام2008، خلال الحرب الخامسة بين قوات الجيش والأمن من جهة والمتمردين الحوثيين . كما قضت المحكمة بعقوبة الحبس لثلاثة عشر آخرين مدداً تتراوح ما بين خمس سنوات واثني عشر سنة ، وبرأت المحكمة شخصين فقط لظروفهم الصحية وقررت إحالتهما إلى مصحة نفسية للعلاج . وجاء في حيثيات الحكم الذي تلاه القاضي رضوان النمر وبحضور ممثل المدعي العام سعيد العاقل : " إن المتهمين اشتركوا مع عناصر التمرد الحوثيين في بني حشيش في عصابة مسلحة قاموا من خلالها القتال ضد أفراد القوات المسلحة والأمن أثناء الحرب التي بدأت في 14 مايو 2008 وانتهت في نهاية يوليو 2008 وترتب ونتج عنها قتل وجرح عدد من الجنود والمواطنين العزل ونهب وتدمير المعدات والآليات العسكرية " . وأضاف القاضي النمر في حيثيات الحكم أن المتهمين : " قاموا بالاستعداد لتلك الحرب في وقت مبكر جداً لعلم مسبق أن قادة التمرد في صعده قد اختاروا هذه المنطقة لتكون ساحة حرب بديلة أو مضافة إلى بعض مديريات صعده إذا ضاق عليهم الخناق في تلك المناطق وهذا ما كشف عنه بعض المتهمين من مجموعة أخرى أن بعض من قادتهم في صعده اتصلوا بهم وأبلغوهم القيام بالبحث عن العناصر الحوثية وحثهم إلى التوجه إلى بني حشيش لفتح جبهة قتال هناك لأن الأمور في صعده بدأت تتأزم حيث أن اختيار قادة التمرد منطقة بني حشيش لكن ساحة حرب لم تكن اختيار عشوائي أو بالمصادفة بل كان بنائاً على خطة مسبق إعدادها ولعلم مسبق أنها بيئة خصبة وصالحة لتقبل أفكارهم واعتقاداتهم واعتناق معتقداتهم ولتكن المحطة الأولى التي ينطلق منها إلى بقية المناطق المجاورة لعاصمة البلاد " . وجاء في الحيثيات أن المتهمين : " قاموا بنشر ملازم الصريع حسين الحوثي بين الأهالي في هذه المنطقة وقاموا بإرسال المدرسين لشرح تلك الملازم وإقناعهم بما جاء فيها والتي يوصون من خلالها بالخروج على ولي الأمر ومقاتلته لأنه على باطل وسيدهم الذي في صعده هو على حق والحكم مغتصب ويجب مقاتلته حتى يعود الحكم لأهله كما يزعمون " . وأوضح القاضي في حيثيات الحكم : " بعد أن قام المتهمين بنشر الأفكار والمعتقدات وأنها قد لقت الرواج عند الكثير من أهالي تلك المناطق وأنهم أصبحوا أنصاراً لهم انتقلوا إلى الخطوات التي بعدها وهي الاستعداد للحرب والمواجهات المسلحة مع الدولة لأنها في نظرهم موالية للأمريكان واليهود وقاموا بجمع التبرعات والزكاة وقاموا بشراء الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر والألغام والمتفجرات واستعدوا ببناء المتارس وحفر الخنادق في المواقع وإرسال قائداً لهم يدعى عبد الله أبو حسين الشامي الذي توافد إليه الكثير من العناصر الحوثية من منطقة بني حشيش ومن خارجها وقام بحثها على القتال ومواجهة الدولة وقام بتقسيمهم إلى مجموعات وكل مجموعة عليها قائد وحدد لكل مجموعة مهمة وقاموا بتوزيعهم على المواقع والمتارس التي سبق إعدادها في بعض مناطق بني حشيش لمواجهة الدولة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن الذين يقومون واجباتهم الدستورية والقانونية وقاموا بإطلاق النار عليهم من مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة والصواريخ وزراعة الألغام في الطرقات ما أدى إلى قتل العديد من أفراد قوات الجيش " . وقضى منطوق الحكم يعاقب كل من : " مقيت قاسم الأغربي ، و عبد الحميد مهدي المزيجي ، و محمد صالح الأغربي ، وحزام علي الحيمي ، وجمال حميد الأغربي ، و فايز علي ناصر الحنمي ، والحسين أحسن العركدة ، وسامح عبد الرحمن الشامي ) ، والسجن مدة اثني عشر عاماً لكل من ( محمد صالح عاطف الأغربي ، وسام علي العاقل ، ومحمد عبد الله الكبسي ، وفايز محسن مساعد ، وعبد الله علي الهمداني ، ومحمد أحمد العاقل ، ويحي محمد الحنمي ، عاقل علي العاقل ) . كما قضي منطوق الحكم بالسجن مدة ثمان سنوات لكل من ( طه علي سريع ، و عبدالله عبد الله الأغربي ، وصالح عامر الزبيري ، وناجي علي العاقل ) والسجن مدة خمس سنوات جاءت من نصيب ( جمال محمد الأغربي ) . كما برأت المحكمة كل من ( باكر أحمد الأغربي ، ومجاهد علي المغربي ) وذلك لانعدام المسئولية الجنائية وإحالتهما إلى مصحة نفسية . ويصبح عدد المحكومين بالإعدام من أتباع الحوثين الذين قاتلوا في بني حشيش حتى الآن أربعة وثلاثين مداناً بالانتماء إلى عصابة مسلحة وتنفيذ مخطط إجرامي إرهابي تسبب في سقوط الكثير من القتلى في صفوف الجيش والمواطنين