قضت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب أمس بإعدام ثمانية من الحوثيين شاركوا في إشعال التمرد في بني حشيش شمال شرقي العاصمة صنعاء العام الماضي، ما رفع عدد المحكومين بالإعدام الى 34 شخصاً، ادينوا بالانتماء إلى عصابة مسلحة وتنفيذ مخطط إجرامي إرهابي تسبب في سقوط الكثير من القتلى في صفوف الجيش والمواطنين أثناء الحرب الخامسة بين قوات الجيش والأمن من جهة والمتمردين الحوثيين في محافظة صعدة. في الوقت نفسه تواصل القوات الحكومية عملياتها العسكرية ضد المتمردين في صعدة وحرف سفيان في إطار الحرب السادسة التي تدخل قريباً شهرها الرابع وتؤكد الحكومة اليمنية بأنها ستكون حاسمة لإخماد التمرد خصوصاً أن وحدات الجيش والأمن التي تخوض مع «الحوثيين» حرب عصابات شرسة وسط تأكيدات عن تلقي المتمردين عوناً إيرانياً تحقق إنجازات مستمرة وتقوم بقتل وجرح واعتقال المئات من الحوثيين على مختلف محاور جبهات القتال. وتضمنت الأحكام التي أصدرتها المحكمة المتخصصة عقوبة الحبس لثلاثة عشر متهماً آخرين مدداً تراوح بين خمس سنوات و12 سنة، وبرأت متهمين فقط لظروفهم الصحية وقررت إحالتهما إلى مصحة نفسية للعلاج. وجاء في حيثيات الحكم الذي تلاه رئيس المحكمة القاضي رضوان النمر وبحضور ممثل المدعي العام سعيد العاقل: «إن المتهمين جميعاً اشتركوا مع عناصر التمرد الحوثي في بني حشيش في عصابة مسلحة قاتلوا خلالها أفراد القوات المسلحة والأمن في بني حشيش أثناء الحرب التي بدأت في 14 أيار (مايو) 2008 وانتهت في نهاية (تموز) يوليو 2008 وترتب ونتج منها قتل وجرح عدد من الجنود والمواطنين العزل ونهب وتدمير المعدات والآليات العسكرية». وورد أن المتهمين «استعدوا للحرب في وقت مبكر جداً لعلم مسبق أن قادة التمرد في صعده اختاروا هذه المنطقة (بني حشيش) لتكون ساحة حرب بديلة أو مضافة إلى بعض مديريات صعده إذا ضاق عليهم الخناق في تلك المناطق وهذا ما كشف عنه بعض المتهمين من مجموعة أخرى أن بعض قادتهم في صعده اتصلوا بهم وطالبوهم بالبحث عن العناصر «الحوثية» لحضهم على التوجه إلى بني حشيش لفتح جبهة قتال هناك لأن الأمور في صعده بدأت تتأزم حيث أن اختيار قادة التمرد للمنطقة ساحة حرب لم يكن خياراً عشوائياً بل بناء على خطة سبق إعدادها ولعلم مسبق أنها بيئة خصبة وصالحة لتقبل أفكارهم واعتقاداتهم واعتناق معتقداتهم ولتكن المحطة الأولى التي ينطلق منها التمرد المسلح إلى بقية المناطق المجاورة لعاصمة البلاد». وأوضح القاضي في الحيثيات «بعدما نشر المتهمون الأفكار والمعتقدات وراجت عند أهالي تلك المناطق الذين أصبحوا أنصاراً لهم انتقلوا إلى الخطوات التي بعدها وهي الاستعداد للحرب والمواجهات المسلحة مع الدولة لأنها في نظرهم موالية للأميركيين واليهود وجمعوا التبرعات والزكاة واشتروا الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر والألغام والمتفجرات واستعدوا ببناء المتاريس وحفر الخنادق في المواقع وإرسال قائد لهم يدعى عبد الله أبو حسين الشامي الذي توافد إليه الكثير من العناصر الحوثية من منطقة بني حشيش ومن خارجها وحثهم على القتال ومواجهة الدولة وقسمهم إلى مجموعات محدداً قائداً لكل منها، ووزعهم على المواقع والمتارس التي سبق إعدادها في بعض مناطق بني حشيش لمواجهة الدولة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن وأطلقوا النار عليهم من مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة والصواريخ وزراعة الألغام في الطرقات ما أدى إلى قتل العديد من أفراد قوات الجيش». وقضى الحكم بأن يعاقب كل من مقيت قاسم الأغربي، وعبد الحميد مهدي المزيجي، ومحمد صالح الأغربي، وحزام علي الحيمي، وجمال حميد الأغربي، وفايز علي ناصر الحنمي، والحسين أحسن العركدة، وسامح عبد الرحمن الشامي بالإعدام، والسجن مدة 12 عاماً لكل من محمد صالح عاطف الأغربي، وسام علي العاقل، ومحمد عبد الله الكبسي، وفايز محسن مساعد وعبد الله علي الهمداني، ومحمد أحمد العاقل، ويحي محمد الحنمي وعاقل علي العاقل. وقضى الحكم بالسجن ثماني سنوات لكل من طه علي سريع وعبدالله عبد الله الأغربي وصالح عامر الزبيري وناجي علي العاقل، وبالسجن خمس سنوات لجمال محمد الأغربي.