اعربت المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة الجمعة عن قلقها من تصاعد اعمال العنف في شمال اليمن التي تسببت في نزوح نحو 35 الف شخص خلال الاسبوعين الاخيرين. واعلن الناطق باسم المفوضية اندري ماهيتشيتش في لقاء مع الصحافيين ان المعارك بين الجيش والمتمردين الحوثيين الشيعة بالقرب من مدينة صعدة (شمال) "ادت الى نزوح 35 الف شخص خلال الاسبوعين الاخيرين فقط". واوضح ان "العديد من الذين يحاولون الفرار يجازفون كثيرا ويدفعون اموالا للمهربين" مقدرا عدد النازحين منذ 2004 في ذلك البلد بنحو 120 الفا. وتعهد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الاربعاء بسحق المتمردين في اليوم التاسع من العملية التي سميت "الارض المحروقة". وتخشى المنظمات الانسانية المتواجدة على الارض من ان تؤدي تصاعد حدة المعارك الى تفاقم الازمة الانسانية. ويعاني 1,6 مليون شخص في اليمن الذي يعتبر من اكثر البلدان فقرا في العالم، من سوء التغذية، من اصل عشرين مليونا. واعلنت الناطقة باسم منظمة الاممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" فيرونيك تافو "حسب ممثلنا يعاني اكثر من مئة الف شخص حاليا من النزاع الدائر ومعظمهم من الاطفال" مشيرة الى مشاكل في الوصول الى اكثر الاشخاص تضررا. ودعت يونيسف مجددا كافة الاطراف الى "احترام القوانين الدولية" وافساح المجال امام المنظمات الانسانية "كي تصل الى الذين هم في حاجة اليها". من جانبه دعا الناطق باسم المفوضية الى "وقف اطلاق النار" لاتاحة الوصول الى النازحين وتمكين المدنيين من الفرار من مناطق المعارك. ويرفض المتمردون الحيثيون الشيعة النظام الحالي في اليمن ويطالبون باعادة الامامة الزيدية التي اطاح بها انقلاب عسكري 1962 سنة اعلان الجمهورية. واسفرت المواجهات بين المتمردين والقوات اليمنية منذ اندلاع التمرد سنة 2004 عن سقوط الاف القتلى ونزوح عشرات الاف خلال فترات اعمال العنف المتقطعة.