قامت وزارة الثقافة والإعلام السعودية بإقفال مكاتب القناة اللبنانية LBC على خلفية الضجة التي أثارتها، بعد بثها مقاطع من حوار مع شاب سعودي يتفاخر بعلاقاته الجنسية في برنامج "أحمر بالخط العريض". وينهي مثل هذا الإغلاق لمكاتب القناة سنواتٍ من حضورها المثير في المشهد السعودي، شاركت خلالها على المستوى الفكري والثقافي, أو الترفيهي والفني, بحيث تفوقت على كل المحطات العربية الأخرى التي تطرقت إلى الشأن السعودي. وخصصت المحطات برامج كثيرة تتطرق الى الشأن السعودي, وتهتم بقضاياه المختلفة, مستغلة السقف الإعلامي العالي من الحرية الذي تملكه في تناول المواضيع التي لا يمكن إثارتها في الداخل السعودي. وشهدت شاشة LBC على مدار سنوات، نافذة يخرج من خلالها كل الأطياف السعودية من رجال دين وإعلاميين وكتاب وفنانين ومفكرين, وشهدت برامجها جدالات ساخنة, وكانت LBC أول قناة وقّتت بث برامجها بناءً على التوقيت السعودي في تركيز واضح منها على المشاهِد السعودي. وتلقّت المحطات حملات مكثفة طالبت بمقاطعتها أثناء استضافتها شبابا سعوديين في برنامج "ستار أكاديمي"، الأمر الذي اعتبره المعارضون في ذلك الوقت استهدافا للسعوديين, بإشراكهم في برامج "ماجنة", واتهامها بنشر الفساد والخلاعة في أوساط الشباب. إلا أن القناة لم ترضخ للضغوط الشعبية التي واجهتها، واستمرت باستضافة الشخصيات السعودية الشبابية, بل وضاعفت عددهم في بعض مواسم برنامج "ستار أكاديمي". ونجحت في المقابل بمتابعة من الجمهور السعودي الذي استطاع مرتين, وعبر التصويت الكثيف, أن يتوج اثنين من السعوديين كأبطال سوبر ستار. ولكن شهور العسل مع الجمهور السعودي انتهت الآن، مع إقفال وزارة الثقافة والإعلام لمكاتب القناة. الأمر الذي سيحرم الضيوف السعوديين الفاعلين من المشاركة في المحطة من خلال الاتصال الفضائي، مما سيكلف المحطة تحمّل تبعات استضافتهم في بيروت على حسابها. ويتجنب عديد من المشاركين السعوديين، هذه الأيام، الخروجَ على شاشةLBC بسبب الحملة الشعبية الضارية التي تواجهها, خشية اتهامهم بالتعاطف مع المحطة التي تواجه تهما الآن بالإساءة الى الشعب السعودي. وتعني خسارة LBC لجمهورها في السعودية خسارة على مستوى الإيرادات، بسبب العقود الإعلانية الكبيرة التي توقعها المحطة مع شركات سعودية، مثلت لها على مدار سنوات طويلة الشريان الكبير الذي يغذيها بالمال, ولكن حتى هذه الشراكة مع رجال الأعمال السعوديين مهددة الآن بالانفصال. وبحسب عديد من المعلقين، فإن المحطة قامت بتوريط نفسها، عندما لم تراعِ المعايير المهنية؛ وبثت اعترافات صريحة لشاب يجاهر بعلاقاته الجنسية؛ مما أثار عليها موجة استياء كبيرة متوقعة "لم تكن لتحدث لو قامت المحطة بحجب صورة الضيف من على الشاشة، كما يلتزم العرف المهني في مثل هذه الحالات".. كما يقول أحد المعلقين. وما زاد من نقمة الجماهير السعودية الغاضبة، هو عدم رد المحطة على كل الجدل والضجة التي أثارتها من خلال برنامجها "أحمر بالخط العريض" الأمر الذي زاد من حدة الاعتراضات مع عدم إبداء المحطة أي اعتذار على تصرفها مكتفية بالسكوت. ربما تبدو هذه هي نهاية قصة هذه المحطة اللبنانية المثيرة مع الشعب السعودي, الذي استطاعت في وقت ما أن تقسّمه بين معجب بها وساخط عليها, ولكنها الآن تخرج خاسرة بدون معجبين أو متعاطفين, بل تلاحقها الشتائم والاتهامات.