بدأت أمس في منتجع شرم الشيخ المصري أعمال القمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز بمشاركة أكثر من 150 دولة منها 118 دولة عضوة في الحركة، بالإضافة إلى عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي تتمتع بصفة مراقب في الحركة، وعشرات من الدول والمنظمات التي تم توجيه الدعوة إليها للحضور بصفة ضيف. وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة دعا الرئيس المصري حسني مبارك حركة عدم الانحياز إلى التعامل مع الواقع الدولي الراهن على نحو يتسم بالفعالية والمبادرة، وقال: (إننا ندعو لنظام دولي سياسي واقتصادي وتجاري جديد أكثر عدلاً وتوازناً، ينأى عن الانتقالية وازدواجية المعايير ويحقق مصالح الجميع ويراعى شواغل الدول النامية وأولوياتها، ويرسى ديمقراطية التعامل بين الدول الغنية والفقيرة، ويحقق التمثيل المتوازن للعالم النامي بأجهزة المنظمات الدولية، ومؤسسات التمويل القائمة، وآليات صنع القرار الاقتصادي العالمي، والتجمعات الدولية الرئيسية مثل مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين). وأكد مبارك تطلع الحركة للسلام والأمن والاستقرار والتنمية ولمزيد من التعاون فيما بين أعضائها، ولشراكة حقيقية فعالة مع الدول من خارج الحركة تقرن الأقوال بالأفعال، وترسى دعائم تضامن دولي جاد من أجل السلام والتنمية. ولفت مبارك إلى ما يهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، فضلا عن العديد من النزاعات المسلحة وبؤر التوتر وقضايا طال انتظارها لحل عادل، في مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية السلام الشامل في الشرق الأوسط. وكان مبارك قد تسلم من نظيره الكوبي راؤول كاسترو رئاسة الحركة للأعوام الثلاثة القادمة. وأكد كاسترو تأييد كوبا عمل مصر على مقدمة الحركة، وطالب بتأسيس هيكل مالي واقتصادي جديد لجميع الدول لمواجهة الفقر والجوع، مشيراً إلى أن الأزمة المالية لا تحل بحلول شكلية وتجميلية ونقص العدل، فلا بد أن يكون هناك إطار جديد للنقد المالي. من جانبه أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عقب وصوله شرم الشيخ لحضور القمة أهمية هذه القمة التي تنعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد.