خرج أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن نص الكلمة المكتوبة التي ألقاها ظهر أمس في بلدية باريس، بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها إلى فرنسا، ليتناول مجددا موضوع إيران الذي جاء في الكلمة الترحيبية لعمدة باريس برتراند دولانويه، ولكن من زاوية مختلفة وجديدة. وبعد أن أشار أمير قطر إلى أهمية توافر الاستقرار في إيران بالنسبة إلى قطر ومنطقة الخليج والعالم العربي بشكل عام، نوه ب«الديمقراطية الإيرانية» التي «عرفت أربعة رؤساء منذ مجيء الثورة الإيرانية قبل ثلاثين عاما». واستطرد الشيخ حمد قائلا: «خلال هذه الفترة، لم يتغير الرئيس في بعض الدول العربية، وبالتالي هذا يدل على أن إيران تمارس الديمقراطية». ووصف الشيخ حمد ما يحصل في إيران منذ العملية الانتخابية الرئاسية الأخيرة والاحتجاجات على النتائج التي حصل عليها الرئيس أحمدي نجاد بأنها «إرهاصات تحصل كما في كل ديمقراطية، وهذا ما حصل بعد الثورة الفرنسية». وكان أمير قطر الذي بدأ يومه بصعود جادة الشانزلزيه، ووضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول، قد التقى ظهرا رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، فيما كان ضيفا على رئيس الحكومة الفرنسية مساء، الذي أقام على شرفه حفل عشاء. وفي كلمته الترحيبية نوه دولانويه بنجاح قطر في الجمع ما بين الانفتاح على المعاصرة والحفاظ على التقاليد. وأعلن دولانويه، الذي أشاد بالدور الكبير الذي تلعبه الشيخة موزة بنت ناصر المسند على رأس «مؤسسة قطر» في الحقول التعليمية والتربوية والاجتماعية، عن استضافة البلدية لمؤتمر قطري عالمي حول الاستثمار وأسواق المال في شهر مارس (آذار) من العام القادم. ووصف الشيخ حمد باريس العاصمة بأنها «تختصر كل المدن في العالم، ومركز لتلاقي الحضارات». وكان الرئيس ساركوزي قد نوه ب«الرؤية المشتركة» لفرنسا وقطر عن «عالم متعدد الأقطاب»، حيث يتعين أن تكون الغلبة للبحث عن حلول متفاوض عليها للنزاعات القائمة عبر العالم. وأشاد ساركوزي ب«الشراكة الاستثنائية» القائمة بين البلدين، وبالمبادرات الدبلوماسية المشتركة التي قامت بها باريس والدوحة، مشيرا بالتحديد إلى الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني من السجون الليبية قبل عامين، قائلا إن أمير قطر «فعل الكثير» للتوصل إلى حل. ونوه ساركوزي بدور قطر في التوصل إلى اتفاق الدوحة في مايو (أيار) من العام الماضي، الذي فتح الطريق لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وبالقمة الرباعية لبنان وسورية وفرنسا وقطر «التي عقدت في قصر الإليزيه قبل قمة المتوسط مباشرة»، التي «أرست أسس قيام علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية». وأخيرا أشاد ساركوزي بالدور الذي تلعبه قطر، وتحديدا رئيس وزرائها ووزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني، في الدفع باتجاه حل سياسي في دارفور. ووصف ساركوزي قطر بأنها «أصبحت لاعبا مؤثرا في العلاقات الدولية». وأشار برتراند دولانويه إلى القلق الفرنسي إزاء العراق، وقال مخاطبا أمير قطر: «اليوم نتقاسم همومكم إزاء استقرار العراق وإزاء الانقسام الحاصل بين السنة والشيعة»، كذلك عبر عن قلقه إزاء الصور التي تصل من إيران وتنقل العنف والفوضى.