على الرغم من أن عمرها لم يتجاوز السابعة عشر عاماً، تنظر نور الحكم لإصابتها بأنفلونزا الخنازير ب"إيجابية". وتعتقد "الحكم"، وهي إحدى الطالبات اللاتي عدن السبت الماضي من واشنطن، قبل أن تسجل اسمها في قائمة تضم ما يزيد على 39 ألف شخص أصيبوا بالوباء الذي انتشر في أكثر من 76 دولة حول العالم، وتسبب في وفاة 167 شخصاً، أنها أصبحت "مشهورة ومحط الأنظار". وقالت إنها تلقى معاملة طيبة من الطاقم الطبي. وتضيف الطالبة، التي تحدثت من المحجر الصحي، "إنها مجرد أنفلونزا... لننظر إلى الأمر بإيجابية، سنبقى في الحجر الصحي لمدة بسيطة لكي لا يصاب أحبابنا بالوباء، وسنخرج بعد أن نشفى تماما". وبدا أن الطالبة البحرينية تتحدث عن "رحلة مدرسية ترفيهية"؛ فهي تنتظر بلهفة تزويدها بحاسوب متنقل "لاب توب" وجهاز للاتصال بشبكة الإنترنت؛ لكي تحصل على فسحة من "الترفيه والمتعة". وأظهرت "الحكم"، التي نقلت العدوى لأختها التي تكبرها بخمس سنوات، شجاعة أكثر من أحد الأطباء الذي رفض تماماً فكرة معاينة 14 شخصاً جرى اكتشاف إصابتهم بين الأحد 14-6-2009 والثلاثاء 16-6-2009. ميزانية إضافية لمحاربة المرض والمصابون، وهم 12 طالبا تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما، شاركوا في برنامج تدريبي تربوي معني بتبادل الطلبة أشرفت عليه السفارة الأمريكية في البحرين، إضافة إلى أم وابنتها -8 أعوام- كانوا على متن الرحلة التي استخدمها الطلبة. وشعر الطلبة بأعراض أنفلونزا الخنازير قبل سفرهم إلى بلدانهم. وقالت الطالبة البحرينية إنها شعرت بالرشح وارتفاع درجة الحرارة واحتقان في البلعوم، لكن المسؤولين الأمريكيين المشرفين على البرنامج أكدوا لها عدم وصول الوباء إلى واشنطن. وأوضحت "عندما أخبرتهم بالأعراض قالوا إن إرهاق السفر هو السبب، وبعد عودتي شعرت بآلام حادة في البلعوم؛ فذهبت على الفور للمستشفى لأني لم أحتمل". وأجرت البحرين، حتى الخميس 17-6-2009، فحصا ل157 عينة مشتبه بها، واضطرت الحكومة لإعلان اعتماد ميزانية إضافية بقيمة 2.3 مليوني دينار؛ لتوفير المزيد من الاستعدادات الطبية لمحاربة الفيروس. واشتكى مرضى بحرينيون من سوء أوضاع جناح العزل، الذي يقع في مجمع السلمانية الطبي، وهو ما دعا رئيس وزراء البحرين إلى إصدار أمر بنقل المصابين إلى مركز "إبراهيم خليل كانو"، المتطور والذي يقع خلف المستشفى مباشرة. ولمزيد من الاحتياط جرى إخلاء المركز من المرضى الذين حولوا إلى مستشفيات أخرى. واصطدمت عملية نقل المصابين برفض عدد من سائقي الإسعاف خوفا من انتقال العدوى لهم، كما نقلت صحيفة "الوقت" المحلية، لكن خدمات الإسعاف بوزارة الصحة نفت هذا الأمر. قال عبد الهادي علي رئيس خدمات الإسعاف إن الرفض "لم يأت من السائقين، بل من بعض مساعدي المسعفين؛ بسبب قلة خبرتهم عن المرض". وأضاف "اتخذنا كافة احتياطاتنا، وتم نقل جميع المصابين". هلع وشائعات وهروب من مستشفى وسيطرت "فوبيا أنفلونزا الخنازير" على قطاع كبير من المواطنين والمقيمين، وحتى المرضى في المستشفيات. وشهد أحد المستشفيات هروب عشرات المراجعين والمرضى، بعد انتشار شائعة حول احتجاز أحد المصابين بالوباء. وفي دائرة الحوادث والطوارئ بمجمع السلمانية لم يبق سوى المرضى من كبار السن، بعد فرار العشرات من "المرضى" الذين يفترض أنهم يراجعون الدائرة لسبب طارئ، وهو الأمر الذي دفع أحد العاملين إلى تقديم اقتراح بنشر شائعة عزل مريض مصاب بأنفلونزا الخنازير؛ لتخفيف ضغط المراجعين. وتلقت وسائل الإعلام البحرينية عشرات الاستفسارات تستنكر عدم بدء وزارة الصحة حملة تطعيم واسعة. ويرى الدكتور عادل الصياد رئيس وحدة مكافحة الأمراض المعدية بالوزارة أن انتشار الخوف "لا مبرر له". وقال "الصياد" إن جميع الحالات التي رصدت حتى الآن تعاني من أعراض "خفيفة، وهي في طريقها للتماثل للشفاء". من جانبه قال عادل علي عبد الله المتحدث باسم وزارة الصحة إن الحالات المصابة ستباشر "حياتها الطبيعية بعد خروجها من الحجر الصحي، وستعود إلى أهلها دون محاذير". وأكد "خطأ الاعتقاد عند البعض بأن الاختلاط بالحالات التي شفيت من الفيروس يؤدي إلى الإصابة بالعدوى".