تناولت الصحف البريطانية اليوم عددا من القضايا العربية، في صدارتها بحث الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا إمكانية اتخاذ إجراء ضد سوريا إثر هجوم كيميائي مفترض. نبدأ من صحيفة الإندبندنت وتقرير أعده ديفيد اوزبورن بعنوان "الرابطة السعودية: أمير سعودي وثيق الثقة بواشنطن في قلب الدعوة للحرب على سوريا". ويقول اوزبورن إنه على الرغم من مغادرة الأمير بندر بن سلطان العاصمة الأمريكية منذ ثماني سنوات، فإن الأمير، الذي كان له تأثير على ما لا يقل عن خمسة رؤساء أمريكيين، عاود الظهور كشخصية محورية في محاولة الولاياتالمتحدة وحلفائها لتغيير توازن ساحة القتال في سوريا. وتقول الصحيفة إن الأمير بندر، الذي عينه عمه العاهل السعودي العام الماضي ليرأس المخابرات السعودية، كان على مدى شهور يعمل بصورة حصرية لحشد التأييد الدولي للمعارضة المسلحة السورية، بما في ذلك تسليحها وتدريبها سعيا لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول اوزبورن إن المخابرات السعودية برئاسة الأمير بندر بن سلطان كانت أول من نبه حلفاءها الغربيين إلى استخدام النظام السوري المزعوم لغاز السارين في فبراير/شباط الماضي. وتضيف الصحيفة إنه على الرغم من فشل الأمير بندر، في الرحلة التي قام بها في وقت سابق من الشهر الجاري إلى روسيا، في إقناع الرئيس فلادمير بوتن بسحب تأييده للرئيس السوري، فإن الأمير بندر يحظى بنفوذ كبير في الغرب، ويعود جزء من ذلك إلى الصداقات التي كونها أثناء إقامته في واشنطن. وتقول الصحيفة إن أحدث زيارات الأمير بندر، التي نادرا ما يعلن عنها، كانت للندن وباريس للتباحث مع كبار المسؤولين. وتضيف أنه خلال عمله سفيرا، خلف الأمير بندر آثارا ما زالت واضحة، حيث كان من أشد المطالبين بغزو الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003. وترى الصحيفة أن شهورا من الضغط على البيت الأبيض والكونغرس بدأت تحدث تأثيرا. وتضيف أنه توجد تقارير عن أن الأمير بندر كان يعمل بصورة مباشرة مع المخابرات المركزية الأمريكية منذ العام الماضي لتدريب مسلحي المعارضة في الأردن بالقرب مع الحدود السورية. صدع ننتقل إلى صفحة الرأي من صحيفة فايننشال تايمز ومقال أعده غيديون راخمان بعنوان "صدوع في تحالفات أمريكا في الشرق الأوسط". ويقول راخمان إن وتيرة الأحداث في الشرق الأوسط تسارعت مرة أخرى، فبعد أكثر من عامين على الربيع العربي، تتسارع الوقائع على أرض المنطقة بشكل يصعب على الحكومات الغربية مجاراته. ففي الأسبوع الماضي عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا طارئا لمناقشة الحملة العنيفة على الإخوان المسلمين في مصر، ليواجه تحديا أضخم يتمثل في هجوم كيميائي في سوريا. ويقول راخمان إن الحدثين يمثلان تحديين واضحين وفوريين للسياسة الأمريكية، فهل يجب قطع المعونة الأمريكية لمصر؟ وهل تشن أمريكا ضربات جوية على سوريا؟ ويقول راخمان إن الرد الأمريكي سيحكمه بصورة جزئية مدى التزام أوباما باستراتيجية سياسته الخارجية، التي تتمثل بتقليص تدخل الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، مما يسمح له بالتركيز على الإصلاح الداخلي. ويضيف راخمان أن أوباما كان يفضل أن تتحمل الدول الحليفة قدرا أكبر من ضغط الأحداث في المنطقة. وترك لفرنسا وبريطانيا القيادة في العمليات العسكرية في ليبيا، مع وجود مساعدة أمريكية. ويقول راخمان إن هذه الاستراتيجية تتضمن مشكلة كبيرة. ويضيف أن سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة كانت تستند على علاقات قوية مع خمسة أطراف أساسية: إسرائيل، والسعودية، ومصر، وتركيا ودول الخليج. ويضيف أن الوضع الذي كان قائما في الشرق الأوسط قد انتهى، وأصبح حلفاء الولاياتالمتحدة التقليديون يضغطون من اتجاهات مغايرة. ونتيجة لذلك ستجد الولاياتالمتحدة أن من الصعب أن تضع توجها واحدا للاضطرابات في المنطقة. ويقول إن الوضع في مصر، أكثر من الأوضاع في سوريا، خلق خلافا كبيرا بين حلفاء الولاياتالمتحدة. فإذا دعمت أمريكا "الثورة المضادة" في مصر، فإنها ستسعد بعض حلفائها بينما تغضب البعض الآخر. فالسعودية وإسرائيل تؤيدان "الانقلاب العسكري" في مصر. وعلى النقيض من ذلك، فتركيا غير راضية عن الوضع الحالي في مصر. سمعة جامعة أكسفورد وننتقل إلى صحيفة الديلي تليغراف وتقرير بعنوان "أكسفورد تغامر بسمعتها بقبول أجانب أثرياء". وتقول الصحيفة إن تقريرا داخليا لجامعة أكسفورد يحذر من أن "الجامعة تغامر بالإضرار بسمعتها بقبول طلاب أجانب حاصلين على درجات منخفضة لدواع تجارية". وتقول الصحيفة إن "الطلاب الوافدين" الذين حصلوا على درجات أقل مما يسمح به للاتحاق بأكسفورد يدفعون نحو 13 ألف جنيه استرليني في الفصل الدراسي، ويمكنهم تمضية عام دراسي كامل في الجامعة. ووفقا للصحيفة فإن نحو 300 طالب وافد للدراسة لسنة واحدة يقبلون في الجامعة كل عام، وعادة ما يكون ذلك عبر مؤسسات تمثل طرفا ثالثا وتدفع مصاريف الدراسة للجامعة.