انتشرت مؤخرا في مصر دعوات إلى المشاركة في مظاهرات في الثلاثين من أغسطس/ آب الجاري، يحشد لها معارضو الانقلاب العسكري، وفي مقدمتهم التحالف الوطني لدعم الشرعية. ويطالب الداعون إلى هذه المظاهرات بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه، والعمل بالدستور المعطل، وعودة مجلس الشورى المنحل. ودشن ناشطون صفحات على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تدعو إلى الاحتشاد نهاية الشهر الذي سيوافق يوم الجمعة، معتبرين أنها ستكون بمثابة "ثورة ضد الانقلاب" وأنها "جزء ثان من ثورة 25 يناير". ثورة جديدة وبخلاف الدعوات على الإنترنت، تنتشر على جدران وأسوار مختلف أحياء العاصمة القاهرة عبارات تحمل ""30-8 انزل" و"30-8 جمعة غضب" و"30-8 ثورة من جديد". ويؤكد الأمين العام لحزب العمل مجدي قرقر استعداد قوى وطنية كثيرة للحشد ضد العسكر رغم اختلافها مع مرسي والإخوان، لإدراكها خطورة ما ينتظر مصر إذا مرّ الانقلاب. وقال قرقر في حديث للجزيرة نت إن التحالف الوطني لدعم الشرعية سيدعم المسيرات التي تنطلق الجمعة القادمة تحت اسم "الشهيد"، مشيرا إلى أنها ستكون بمثابة إعداد لجمعة 30/8 التي يتوقع أن تتزامن معها لدعوة إلى عصيان مدني في جميع أنحاء البلاد. وشدد الأمين العام لحزب العمل على أن التحالف ليس إلا جزءا من جموع الشعب الرافض للانقلاب العسكري. وقال إن الانقلاب على الشرعية لن ينجح لأن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي انحاز إلى جزء من الشعب على حساب الجزء الأكبر، حسب تقديره. الانقلاب والمجازر وحول مصدر ثقته في أن قطاعات كبيرة من المواطنين تعارض الانقلاب، قال قرقر إن "الشعب رأى المجازر التي ارتكبت أمام دار الحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس وفي فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وأدرك خطورة الانقلاب على مستقبل الديمقراطية ومستقبل مصر خلال الفترة المقبلة". وأضاف: "إذا وجدت الباطل مصرا على الاستمرار في باطله، فاعلم أن نهايته اقتربت، وذلك ما يزيد يقيني بنجاح الجمعة بعد القادمة في إنهاء الانقلاب". وفي هذا السياق، أشار قرقر إلى أن تحالف دعم الشرعية دعا إلى مقاطعة القنوات الفضائية والصحف المؤيدة للانقلاب ومنتجات رجال الأعمال الداعمين له، وكذلك منتجات الدول المساعدة للانقلاب، معتبرا أن ذلك خطوة أولية للدخول في عصيان مدني. جماعة إرهابية لكن فريد زهران نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، استبعد نجاح هذه الدعوة قائلا إن الشارع قد يتظاهر ضد الإخوان المسلمين مرة ثانية لأنهم فقدوا القدرة على الحراك السياسي ويتجهون إلى العمل وكأنهم جماعة إرهابية، حسب تعبيره. وقال زهران في حديث للجزيرة نت إن التحالف الوطني لا يضم سوى جماعة الإخوان وبعض الجماعات الإرهابية وشخصيات داعمة لهذا النهج الذي أضر بالجماعة مثلما أضر بالوطن. وأضاف أنه ليس من المتوقع نجاح الدعوة إلى النزول إلى الشارع ، موضحا أن من يقود الجماعة الآن لا يعتمد أساليب العمل السياسي وإنما ينتهج العنف. واعتبر زهران أن ما سماه سيطرة اتجاه العنف على الجماعة أهدر عقودا من تاريخها بالعمل السياسي وقادها إلى محنة كبيرة، مشددا على أن نبرة التحريض على العنف بدأت بعد كلمة المرشد العام للجماعة محمد بديع على منصة رابعة العدوية. وحول تأكيدات التحالف الوطني لدعم الشرعية بأن الحراك الشعبي ضد الانقلاب يشمل قطاعات واسعة من كافة شرائح المجتمع المصري، قال زهران إن محاولة تصدير المظاهرات على أنها ثورة شعبية "أوهام لا يصدقها سوى الجماعة".