أغضب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الولاياتالمتحدة وزعماء مصر واسرائيل بعد اتهامه اسرائيل يوم الثلاثاء بالمساهمة في الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي. ووصف البيت الأبيض التصريحات بأنها "مهينة". وقال اردوغان في وقت سابق يوم الثلاثاء لأعضاء في حزبه العدالة والتنمية ان لديه أدلة على ان اسرائيل شاركت في الإطاحة بمرسي الشهر الماضي. وأضاف قوله لتلفزيون تي.ار.تي التركي "ماذا يقولون في مصر؟ يقولون إن الديمقراطية ليست صناديق الاقتراع. من يقف وراء ذلك؟ إسرائيل. نملك توثيقا في ايدينا." ووصف مساعد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات اردوغان بأنها "هراء" وقالت الحكومة الجديدة في مصر ان مزاعم اردوغان لا يقبلها "عاقل او منصف". وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست "نستنكر بقوة التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء اردوغان اليوم. القول بأن اسرائيل مسؤولة بشكل ما عن الأحداث الأخيرة في مصر امر مهين ولا اساس له وخاطئ." وتعود جذور حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان الى حركة اسلامية حظرت في وقت كان للجيش فيه نفوذ كبير. وقدم الحزب نفسه على انه نموذج لسياسيين محافظين وديمقراطيين في الشرق الاوسط بعيدا عن الدكتاتورية. واعطى دعم اردوغان لحكومة الإخوان المسلمين السابقة في مصر وتوتر العلاقات التي كانت قوية ذات يوم مع اسرائيل نفوذا متزايدا لأنقرة في الشرق الأوسط. وقد يؤدي تغيير النظام في مصر الى إعاقة ذلك حيث ان الدفاع القوي عن الإسلاميين في مصر قد يؤثر على علاقات تركيا مع الغرب. ولتركيا دستور علماني وهي ثاني اكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي ومرشحة منذ فترة طويلة لعضوية الاتحاد الاوروبي. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مجلس الوزراء المصري قوله ان تصريحات اردوغان تهدف الى بث الفرقة بين المصريين. ونسبت الوكالة الى مجلس الوزراء قوله ان "رصيد مصر من الصبر قد قارب على النفاد مشيرا الى ان مصر لا تبادل أحدا العداوة وليست بصدد البحث عن هيبة جديدة لها فعروبتها واسلامية واضحة جلية." ولم يوضح اردوغان ما هي الوثائق التي في يديه لكنه أشار إلى تصريحات أدلى بها وزير إسرائيلي قبل الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مصر بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في عام 2011 . وقال اردوغان "قبل انتخابات عام 2011 .. اثناء ندوة في فرنسا.. استخدم وزير العدل الإسرائيلي ومفكر من فرنسا ..وهو أيضا يهودي.. هذا التعليق تحديدا: حتى لو فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات فإنهم لن يكسبوا لأن الديمقراطية ليست صناديق الانتخابات." وأضاف اردوغان في التصريحات "ذلك بالضبط ما حدث" لكنه لم يذكر اسم الوزير ولا المفكر الفرنسي. وبدا انه كان يشير الى تصريحات متاحة في تسجيل مصور على الانترنت من ندوة عقدت في منتصف 2011 شارك فيها المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي وتسيبي ليفني زعيمة المعارضة انذاك ووزيرة العدل الاسرائيلية حاليا. وشككت ليفني في استعداد الاخوان المسلمين في احترام المعارضة الديمقراطية. وقال متحدث باسم ليفني عن تصريحات اردوغان ان "أي محاولة لمحاولة ربط اسرائيل والوزيرة ليفني بالشؤون الداخلية في مصر لا اساس لها." وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل في السنوات القليلة الماضية ووصلت إلى أدنى مستوياتها في مايو آيار 2010 عندما قتلت قوات إسرائيلية خاصة تسعة نشطاء أتراك عند مهاجمة السفينة مافي مرمرة التي كانت ضمن قافلة بحرية تستهدف كسر حصار بحري اسرائيلي على غزة. ولمح مسؤولان كبيران على الأقل في حزب العدالة والتنمية إلى وجود تورط يهودي في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي هزت تركيا في أواخر مايو وأوائل يونيو حزيران. وألقى اردوغان مرارا باللوم على دوائر أجنبية لم يذكرها بالاسم عن تلك الاحتجاجات التي اعتبرها محاولة مناهضة للديمقراطية للانقلاب على فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الثلاثة الأخيرة في تركيا والتي كان الحزب يزيد نصيبه من الأصوات بها في كل مرة. وقال "الغرب في حاجة لأن يتعلم معنى الديمقراطية." ومضى يقول "إذا لم يتمكن... فإن هذه الاشتباكات ستنقل العالم إلى مكان آخر. ما هو؟ ستأخذه في اتجاه النظم الاستبدادية. هذا مبعث قلقنا."