بحيرة تندحة هذا المشروع العملاق الذي رسم ملامح التطور والتنمية السياحية في منطقة عسير، تحول من معلم إلى وكر لارتكاب الجرائم بعد أن شهد خلال العامين الأخيرين عددا من جرائم القتل والغرق وتصنيع وترويج الخمور. جريمة قتل من جرائم القتل التي وقعت هناك تحولت جلسة بين صديقين إلى جريمة قتل راح ضحيتها أحد المقيمين من الجنسية الآسيوية، عندما اجتمعا ليتسامرا حول المسكر في البحيرة حتى غاب العقل ونشب شجار بينهما قتل فيه أحدهما الآخر بحجر قبل أن يدهسه عدة مرات ويلقيه في البحيرة حتى يخفي معالم جريمته، لكن حرفية رجال الأمن كشفت عن جريمته بعد 72 ساعة فقط من ارتكابها، وتمكن الأمن وشرطة عسير من القبض على القاتل الذي حاول الهرب من المنطقة بعد جريمته، وذهب لجلب شحنة من الحبحب لبيعها حيث تم القبض عليه في إحدى الاستراحات على الطريق وتم تصديق اعترافاته شرعا، ولا يزال قابعا خلف القضبان في انتظار تنفيذ حكم القصاص الصادر بحقه. تصنيع وترويج خمور في أقل من شهرين تمكن رجال الهيئة في محافظة خميس مشيط من ضبط أكبر كمية من الخمور المصنعة على مستوى المنطقة، حيث تجاوزت الكميات المضبوطة 150 طنا، وكان أحباش قد لجأوا إلى ذلك الموقع لبعده عن الأنظار، ظنا منهم أنهم في منأى عن أعين رجال الهيئة والحملات الأمنية ولسرعة الهرب في تلك المواقع الوعرة، حيث لجأوا إلى البحيرات المنتشرة في السد والتي تحوي كمية من المياه بين الصخور واتخاذها مصنعا للخمور حتى تقل التكلفة من جلب براميل ذات السعة الأكبر 250 لترا وأصبحوا يخمرون المواد وسط البحيرة باستخدام قدور الضغط وأنابيب الغاز والحطب وأنابيب التقطير والتكثيف وبدون اكتراث لما قد تسببه هذه القاذورات من خطر على متعاطيها، وقدرت الكميات في عمليتين متتاليتين في سد تندحة بأكثر من 12مليون ريال، تمكن رجال الهيئة من ضبطها قبل وصولها إلى المتعاطين بينما لايزال تصنيع الخمور وترويجها في تلك المنطقة هاجس الأهالي في مركز تندحة 11 كم شرق محافظة خميس مشيط والمحافظة ذاتها. وباشر حملة الخمور الثانية التي تم ضبطها قبل نحو أسبوعين مدير عام الهيئات في منطقة عسير عامر بن عبد المحسن العامر يرافقه 80 عضوا ورجال أمن، حيث تم ضبط أكثر من 110 أطنان من الخمور، كانت 10 أطنان منها جاهزة للبيع في مكان قريب من البحيرة الأولى. جهود الهيئة وأكد عامر بن عبد المحسن مدير الهيئات في المنطقة أن رجال الهيئة وجميع الأجهزة لا يألون جهدا في محاربة الفساد وتجارة وترويج الخمور، رغم وعورة المواقع التي يختارها الأحباش ومصنعو الخمور، إلا أن رجال الهيئة وبالتعاون مع الأجهزة الأخرى قادرون بفضل الله من الوصول إليهم ودك معاقلهم والقبض عليهم، حيث تم القبض في العملية الأخيرة على 14 شخصا، منوها بتعاون المواطن في الإبلاغ عن مواقع ترويج الخمور وتصنيعها، ومحذرا في الوقت ذاته من التعامل مع المجهولين ومصنعي الخمور، مشيرا إلى أن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتابعون كل البلاغات والمواقع المشبوهة باستمرار، حتى يتم القضاء على كل من يحاول العبث بأمن المجتمع أو يستهدف أبناءه. حوادث الغرق من ناحية أخرى تستهوي البحيرة البعض بالسباحة دون علمه بمستوى المياه أو عمقها وتكون النتيجة فقدان أحد الأبناء أو الأشخاص، وقد تمكن رجال الإنقاذ بفرق الدفاع المدني في المنطقة من إنقاذ عدد من الأشخاص بعد أن وصل النداء إلى غرف العمليات، بينما فقد الكثير بسبب الجهل بالسباحة، كما أن مديرية الدفاع المدني كانت حريصة بعد اتساع الرقعة السكانية في مركز تندحة على افتتاح مركز للدفاع المدني يخدم أهالي المركز للاستجابة السريعة لأي حالات غرق في السد. جهود الدفاع المدني من جهته أوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير الرائد عبد الرحيم العاصمي أن مديرية الدفاع المدني بجميع إدارتها ومراكزها تعمل ليل نهار في خدمة الجميع وهي تكثف جهودها خلال موسم الصيف عند استقبال الزوار بدعم المواقع السياحية بفرق ميدانية ومراكز متحركة لسلامة المتنزهين والسواح، مؤكدا أن لدى المديرية طواقم غواصين على درجة عالية من التدريب والكفاءة لمواجهة أي حالات غرق، مشيرا إلى أن تنظيم المعارض التوعوية وتوزيع النشرات بين المواطنين والمقيمين التي تحذر من الاقتراب من السدود أو التجمعات المائية مالم يكن الشخص يجيد السباحة.