أكد مسؤولون رفيعو المستوى في الولاياتالمتحدة بأنه لا توجد شبهة حول أي سعودي بشأن التفجيرات التي شهدها ماراثون بوسطن، ونفوا قطعا ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وجود اشتباه بطالب سعودي يدعى عبدالرحمن علي عيسى السليمي الحربي.. جاء ذلك في اتصالات متعددة أجريت بين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة عادل بن أحمد الجبير ومسؤولي الجهات الأمريكية المعنية. في المقابل؛ أكد وفقاً لصحيفة «عكاظ» القنصل السعودي العام في نيويورك عزام بن عبدالكريم القين أن جميع السعوديين في بوسطن بخير وسلام، وأن الإصابات التي تعرض لها اثنان سعوديان جراء التفجير في الأطراف السفلية، ليس هناك ما يثير القلق حيالها. وحول ما أشاعته وسائل إعلام أمريكية وعربية عن الاشتباه بالحربي، دحض القين بشدة ذلك، موضحا أن المذكور هو طالب في معهد لتعليم اللغة العربية، تعرض لإصابة نقل على إثرها إلى المستشفى، وهناك تم أخذ أقواله كشاهد عيان لا كمشتبه به، وقد لقي موقفه تقديرا عظيما من السلطات الأمنية؛ نظير تجاوبه المطلق مع كافة الاستفسارات التي وجهت له. وقال «أنا متواجد حاليا في بوسطن كي أطمئن عن قرب على أبنائنا وإخواني من الطلاب والطالبات، حيث زرت المصابين الاثنين في المستشفى ووقفت على حالتهما واجتمعت بالفريق الطبي المعالج، حيث أكدوا لي أن حالتهما جيدة ومن المتوقع خروج الطالب من المستشفى الليلة، حتى أن القنصلية وفرت له ملابس جديدة لارتدائها عند الخروج، فيما لا تزال الطالبة الأخرى -يقصد العجاجي- بحاجة إلى المزيد من العلاج»، مؤكدا أن زيارته إلى بوسطن هي من صميم عمله وواجباته، تنفيذا للتوجيهات السامية بالوقوف على كل ما يتعلق بشؤون السعوديين في الخارج، منوها بالمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية، وصاحب السمو الأمير خالد بن سعود مساعد وزير الخارجية. وكشف القين عن إجلاء ثلاثة مبتعثين من المنطقة المحظورة حاليا، وجرى إسكان اثنين منهم في فندق على نفقة القنصلية، فيما فضل الثالث السكن مع صديقه. وأوضح القين أنه اجتمع البارحة برؤساء الأندية الطلابية ومجموعة من المبتعثين، أكد لهم ممارسة الحياة اليومية بارتياح دون أدنى قلق، ومذكرا بأنهم سفراء يمثلون وطنهم ويؤدون رسالة عملية من خلال تقديم صورة مشرفة عن المجتمع السعودي، ومشددا في الوقت ذاته على البعد عن أماكن التجمعات، وعدم التجاوب مع الجهات الإعلامية أو الجهات المجهولة. الحبيب تسرد قصة إنقاذها طفل الأعوام ال 4 عملية جراحية ثانية للعجاجي .. وشظايا الزجاج شجت فخذها 11سم ------------------------------------------------------------------------------------------ أدخلت نورة العجاجي (طالبة الماجستير في طب وتجميل الأسنان) غرفة العمليات، البارحة، في ثاني عملية جراحية أجريت لها منذ دخولها مستشفى (تافتس) جراء إصابتها بشظايا زجاج محل لبيع النظارات في منطقة (كولبي) كانت قريبة منه أثناء تفجيرات ماراثون بوسطن. وبينت التقارير الطبية أن العجاجي بحاجة إلى عمليات جراحية متوالية ومتابعة طبية دقيقة تستوجب بقاءها في المستشفى لنحو أسبوع أو أكثر، حيث تعرضت لشج في منطقة الفخذ من قطعة زجاجية غائرة، أحدثت شقا بطول 11 سنتميترا، ومزقت مساحة واسعة من اللحم والعضلات، فيما لم يصب زوجها وطفلها بأذى، كما أشاعت ذلك بعض وسائل الإعلام. وروت صديقتها الدكتورة مي الحبيب قصة إنقاذ ابن العجاجي بعد سقوطها أرضا أمام محل النظارات، فتقول: «عند وقوع التفجير، سقطت العجاجي أرضا متأثرة بجراح في منطقة الفخذ، فهرع زوجها وسط حال الارتباك إلى خلع قميصه والضغط به على المنطقة التي ينزف منها الدم، وفي هذه الأثناء أسرعت أنا وحملت طفلها البالغ من العمر أربعة أعوام، فيما استدعى زوجها أحد المسعفين، وأخذوا نورة إلى المستشفى عبر سيارة الإسعاف». وتضيف: وعند الوصول إلى المستشفى قدم رجال الأمن اعتذارهم على ما حصل لهم، وأبدوا استعدادهم للمساعدة، وزودهم بأرقام للتواصل معهم إذا احتاجوا لأية خدمة أو إذا كان لديهم معلومات تفيد في الوصول إلى الجناة. وأوضحت الحبيب أن الطفل في رعاية أسرة أخرى، حيث بادرت باحتضانه كونها تحتضن طفلة في السن ذاته. في المقابل؛ نفت الحبيب تعرضها لأي أذى كما تناولت مواقع التواصل الاجتماعي ذلك، مؤكدة أنها سليمة ولم تخضع للعلاج في المستشفى أبدا. نفى شائعة الاشتباه .. وروى تفاصيل لحظة التفجير .. المصاب الحربي ل عكاظ : انقطعت عن العالم يوما ونصف واستعدت ذاكرتي بعد ساعات ..................................................................................................... وبحسب صحيفة «عكاظ» روى عبدالرحمن الحربي تفاصيل لحظة التفجير التي عاشها، وكيف تصرف أثناء إصابته، واصفا المشهد ب«العصيب والمفاجئ»، مبديا الشكر للمتابعين والباحثين عن حالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومطمئنهم بأنه بخير وصحة جيدة. وقال الحربي: حرصت على حضور الماراثون كغيري، كونه محفلا سنويا بارزا في مدينة بوسطن، وأثناء وجودي بين الجمهور فوجئنا بصوت دوي الانفجار، فسقطت أرضا دون أن أعرف ماهي إصابتي بالتحديد، وقاومت رغم الألم لأسرع مع الناس في المكان الآمن، وهناك تمددت أرضا، فهرع إلي رجل متطوع، وعاين أطرافي السفلية حيث تعرضت لجروح ناحية الساق والقدم، وبعد مدة وجيزة جرى حملي إلى سيارة الإسعاف نحو المستشفى. ويواصل القصة قائلا: كنت في حالة من الرعب والخوف، بحيث لا أفكر بشيء غير محاولة تصور ما حصل لي، لدرجة أنني أدركت أن هاتفي المحمول سقط مني أثناء التفجير بعد دخولي المستشفى بساعات، وكنت أعاني من مشكلة صحية في عضلة الساق من الأساس، ما جعلني أرتجف كثيرا وأنا على السرير في وحدة الطوارئ. وكشف الحربي عن قصة انقطاعه عن أهله وجميع زملائه، قائلا «أمضيت يوما ونصف اليوم دون التواصل مع أسرتي في المملكة أو أي أحد من زملائي، حتى أن إدارة المستشفى ومسوؤلي الأمن أتاحوا لي خدمة الاتصال مقدمين لي هاتفا للتواصل مع زملائي، لكن لم يكن في ذاكرتي أي رقم، حيث إنني فقدت الهاتف المحمول في ساحة الماراثون، فطلبت الاتصال بوالدي في المملكة، فناولوني هاتفا به خدمة الاتصال الدولي، وهناك حصل الاتصال الأول بأسرتي». يقول الحربي عن اتصاله الأول بعد يوم ونصف اليوم من الانقطاع «اتصلت بوالدي، وأبلغته أنني بخير، وبعد دقائق من الحديث معه أبلغته بهدوء أنني في المستشفى، وليست لدي مشكلة أبدا سوى بعض الجروح الطفيفة في القدمين، وهناك توسعت اتصالاتي بجميع أفراد الأسرة والأقرباء». وأكد الحربي أن أول اتصال تلقاه منذ حدوث التفجير خارج إطار الأسرة كان من القنصل العام في نيويورك عزام بن عبدالكريم القين، حيث توفرت لديه معلومات من السلطات المحلية الأمريكية عن قائمة بالسعوديين المصابين «إذ اتصل بي من خلال الهاتف الأرضي في المستشفى واطمأن على سلامتي، وأبلغني أنه في طريقه لزيارتنا، وأجرى اتصالات أخرى بوالدي لطمأنته». وحول مزاعم احتجازه في غرفة انفرادية في المستشفى للاشتباه به، نفى الحربي ذلك، قائلا «بل على العكس تماما، إذ قدم لي المسؤولون الاعتذار الشديد على ما حصل، وطمأنوني بأنني سأحظى بعناية صحية خاصة، وأبدوا استعدادهم لتلبية رغباتي واحتياجاتي». وعن الاستجواب الذي جرى معه أوضح أن أمنيين سألوه بتركيز شديد عما شاهده قبل حدوث التفجيرات، وعن طبيعة الحدث إن كان يتذكر ما جرى حوله. وأجزل الحربي الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما لقيه من عناية كريمة، ومقدرا زيارة القنصل العام في نيويورك وسؤاله المستمر عن حالته، كما شكر السلطات الأمريكية التي فندت المزاعم الإعلامية حول الاشتباه به، وما قدمته من خدمات إسعافية وصحية. إلى ذلك، زار مساعد الملحق الثقافي للشؤون الفنية الدكتور مساعد بن عساف العساف، البارحة، الحربي في المستشفى؛ للوقوف على حالته والاطمئنان على صحته. وتشير التقارير الطبية إلى أن الحربي يعاني من حالة جفاف وتقلص في العضلات، ما دعا لإخضاعه تحت الملاحظة الطبية، وحقن سوائل عبر الوريد على مدار الساعة، فيما تماثلت جراحه بالشفاء.