قال الزعيم الجديد للمجلس الوطني السوري جماعة المعارضة السورية الرئيسية في الخارج يوم السبت انه ما زال يأمل في مزيد من المساعدات العسكرية من القوى الغربية في الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وقال جورج صبرا لرويترز في الدوحة -حيث تجتمع شخصيات سورية معارضة بارزة في محاولة للتوصل إلى شكل جديد لقيادة المعارضة يضم المعارضين الناشطين في الخارج وكذلك المعارضة المسلحة في الداخل- ان المعارضة ستسعى الان إلى دفع الدول العربية والمجتمع الدولي إلى تغيير موقفه لأنها في حاجة إلى قرار جديد. وكان صبرا يتحدث بعد ان انتخبه المجلس الوطني السوري رئيسا له مساء الجمعة. وتم تشكيل المجلس العام الماضي في الوقت الذي سعت فيه دمشق إلى سحق حركة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وتولى صبرا اليساري المسيحي قيادة المجلس الذي يواجه انتقادات من حلفائه الدوليين بأنه غير فعال في المعركة ضد الحكومة السورية لكنه في الوقت نفسه يتهم المجتمع الدولي بخذلان المعارضة بعدم تقديم مزيد من الدعم العسكري. ويقول المجلس الوطني السوري انه لم يستطع اسقاط الاسد حتى الان بسبب عدم رغبة واشنطن الدخول في مغامرة عسكرية كتلك العملية التي شنها حلف شمال الاطلسي وساهمت في الاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا العام الماضي. وتظل المكاسب التي حققتها المعارضة المسلحة على الارض محدودة بالسيطرة الجوية للاسد في المعركة التي دمرت مدنا سورية عديدة. وقتل اكثر من 32 الف شخص في الحرب التي تحولت إلى حرب بالوكالة بين اللاعبين الدوليين الذين يدعمون اطرافا مختلفة في الصراع. وواصل المجلس الوطني السوري تحت قيادة صبرا محادثاته يوم السبت مع الفصائل السورية الاخرى ومن بينها ممثلون لجماعات معارضة مسلحة من داخل سوريا بشأن تشكيل كيان جديد اوسع يأملون ان يحصل على الاعتراف الدولي كحكومة انتقالية لمرحلة ما بعد الاسد. وتدفع واشنطنوالدوحة - التي مولت كثيرا من انشطة المعارضة - وقوى اخرى المجلس الوطني السوري للموافقة على تخفيف سطوته على الكيان الجديد حيث عرض على المجلس ان تكون له نسبة نحو 40 في المئة من مقاعد الكيان الجديد الذي يتكون من 60 مقعدا. ويطالب المجلس الوطني السوري بضمانات لمزيد من المساعدات العسكرية لمثل هذا الكيان الجديد الذي اقترحه رجل الاعمال البارز رياض سيف وايدته واشنطن. وتحدث حلفاء المجلس الوطني عن كسب الاعتراف الدولي كممثل شرعي للشعب السوري. وصبرا معارض قديم للاسد فر من البلاد سيرا على الاقدام العام الماضي عندما بدأت الشرطة السرية في استهداف المطالبين بالديمقراطية بعد اندلاع الانتفاضة. وبدا صبرا مدرس الجغرافيا السابق عازما على الا يخسر المجلس الوطني السوري دوره وهو ما يشير إلى احتمال تعطل المحادثات بشأن مبادرة سيف. وقال صبرا ان الافكار ستوضع على الطاولة لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت واضاف ان المجلس الوطني السوري سيحاول تعزيز صورته داخل سوريا عن طريق بناء علاقات مع النشطاء على الارض. وقال ان المعارضة السورية ستزيد من العلاقات الديمقراطية داخل المجلس الوطني وانها لديها برنامج جديد بشأن الحياة داخل سوريا وان الجهود كلها تتجه نحو الحياة على الارض. واجرى المجلس الوطني السوري انتخابات القيادة الجديدة للمرة الاولى هذا الاسبوع بعد ان كان الامر قاصرا فيما مضى على اختيار احد اعضاء اللجنة المركزية. لكن عدم حصول اي امرأة على مقعد في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الاسبوع الماضي دفع مؤسس المجلس اديب الشيشكلي إلى الانسحاب. واشار الشيشكلي إلى هيمنة الاسلاميين على المجلس وهي التهمة التي يوجهها العلمانيون له. لكن صبرا رفض ما يقال عن هيمنة الاخوان المسلمين على المجلس الوطني السوري وقال ان هذه التهمة يسمعها المجلس كل يوم. وتساءل كيف يمكن للمجلس -الذي يمثل الاخوان 25 في المئة من اعضائه- ان يقنع المجتمع الدولي بأن الاسلاميين لا يهيمنون على المجلس مشيرا الى ان الاخوان المسلمين جزء من الواقع السياسي السوري. كما قلل صبرا من شأن وجود جماعات جهادية بين صفوف المعارضة السورية المسلحة وقال ان هذا الكلام مبالغ فيه. وقال صبرا انه سيعين بعض النساء في الامانة العامة للتعويض عن عدم حصول امرأة على مقعد في الامانة