قال السفير الروسي في الأممالمتحدة يوم الأربعاء إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد أوضحت لروسيا أنها ستقبل اقتراح المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لوقف اطلاق النار اثناء عيد الاضحى. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين "لدينا مؤشرات على أنهم (الحكومة السورية) يقبلون اقتراح السيد الإبراهيمي." وكان تشوركين يتحدث للصحفيين بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي أطلع خلالها الإبراهيمي أعضاء المجلس الخمسة عشر على التطورات عبر دائرة تلفزيونية من القاهرة. وأبلغ الإبراهيمي أعضاء المجلس بأن من المتوقع صدور إعلان نهائي بشأن وقف إطلاق النار مع المعارضة يوم الخميس. وأكد تشوركين على ما يبدو تصريحات أدلى بها الإبراهيمي في القاهرة في وقت سابق يوم الاربعاء عندما قال إن الحكومة أشارت إلى قبولها الهدنة المقترحة. وأصدر مجلس الأمن بيانا بعد الاجتماع يؤيد الهدنة التي يفترض أن تبدأ يوم الجمعة وتستمر عدة أيام على الأقل خلال عيد الأضحى. وحث بيان المجلس "جميع الأطراف الإقليمية والدولية على استخدام نفوذها" لضمان تطبيق الهدنة. وقال المجلس "اتفق أعضاء مجلس الأمن على أن وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى يمكن أن يكون خطوة أولى نحو وقف دائم لكل أشكال العنف." وبعدما تحدث الإبراهيمي للصحفيين في القاهرة بدا أن الحكومة السورية تناقضه قائلة إن القيادة العسكرية لا تزال تدرس اقتراح الهدنة. وقال السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري للصحفيين إن الرد الرسمي سيعلن يوم الخميس مضيفا أن حكومته كانت دوما جزءا من الحل ولم تكن جزءا من المشكلة. وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت إن الإبراهيمي اتصل أيضا بالمعارضة لإقناع المقاتلين بقبول هدنة مؤقتة في الصراع المستمر منذ 19 شهرا والتي تقول الأممالمتحدة إنها أسفرت عن سقوط نحو 30 ألف قتيل. وقال ليال جرانت للصحفيين إن الإبراهيمي "كان على اتصال مع أطراف مختلفة من المعارضة." وتابع قائلا "من المؤكد أن الجيش السوري الحر وأطرافا أخرى في المعارضة أشاروا إلى استعدادهم للتجاوب إذا اتخذت الحكومة الخطوة الأولى بالبدء في وقف إطلاق النار خلال فترة العيد." وقال تشوركين في طريقه إلى اجتماع مجلس الأمن إن موسكو تأمل أن تكلل خطة الابرهيمي بالنجاح. وقال "نؤيدها بقوة. سعينا بجد لدعم السيد الابراهيمي لضمان إتاحة الفرصة لحدوث ذلك." وأدلى السفير الصيني لي باو دونج بتعليقات مماثلة. وقال لي للصحفيين بعد انتهاء الجلسة المغلقة "نأمل أن تتحقق الهدنة ونريد أيضا توقف دائم لكل أشكال العنف." وتلقي الولاياتالمتحدة والأعضاء الأوروبيون بمجلس الأمن باللوم على روسيا - الحليف القوي لحكومة الأسد والمزود الرئيسي لها بالسلاح - والصين في جمود الوضع بالمجلس بشأن الصراع المستمر منذ 19 شهرا. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات تدين الأسد ورفضتا فكرة فرض عقوبات على حكومته. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن ترغب أيضا في رؤية نهاية للعنف. وقالت في واشنطن خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها البرازيلي "ونريد أن نرى انتقالا سياسيا يترسخ ويبدأ. ندعو إلى ذلك منذ أكثر من عام." وأضافت أن الولاياتالمتحدة تزيد دعمها غير الفتاك للمعارضة السورية بما في ذلك العمل مع مجالس محلية داخل سوريا. وقالت إن واشنطن تعمل أيضا مع أصدقائها وحلفائها لتعزيز التماسك بين جماعات المعارضة المتفرقة بهدف تشكيل مجلس جديد لقيادة المعارضة بعد اجتماعات من المقرر أن تعقد في الدوحة في الأسابيع القادمة. وقال دبلوماسي إن الإبراهيمي قال لمجلس الأمن الدولي إنه يحتاج "دعمه القوي والجماعي". ونقل دبلوماسي حضر الاجتماع عن الإبراهيمي قوله "سيؤدي الفشل مجددا إلى تصعيد خطير وانتشار (للصراع) إلى دول أخرى." وأكدت نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في كلمة أمام الجمعية العامة التي تضم 193 دولة ضرورة أن يتغلب مجلس الأمن على الجمود الذي يسيطر عليه بشأن سوريا. وقالت بيلاي "في الوقت الذي نضع فيه المخاوف السياسية المهمة في الاعتبار من الضروري التوصل إلى سبل لتجنب الخسائر الهائلة في صفوف المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان." وأضافت "القانون الدولي يلزم الدول بحماية شعوبها وعندما تفشل دولة بشكل واضح في الوفاء بهذا الالتزام فينبغي للمجتمع الدولي عندئذ اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحماية الشعب السوري." وقال دبلوماسيون إن الإبراهيمي أبلغ مجلس الأمن بأنه لم يعد هناك ملاذ آمن واحد للمدنيين في سوريا وأن الجيش مستمر في القصف العشوائي. وتحدث أيضا عن عدم تجاهل الجانبين للقانون الإنساني وحقوق الإنسان. ونقل دبلوماسي عن الإبراهيمي قوله "الإعدام والخطف والاعتقالات التعسفية (من قبل الحكومة) مستمرة."