هدد الرئيس باراك أوباما يوم الاثنين بعمل عسكري أمريكي ضد الرئيس السوري بشار الأسد محذرا بأشد تعبيرات حتى الآن من أن أي محاولة لنشر أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو استخدامها سيكون في نظر الولاياتالمتحدة عبورا "لخط أحمر". واشار أوباما إلى أنه أحجم "في هذه المرحلة" عن الأمر بتدخل عسكري أمريكي في الصراع الدائر في سوريا وقال انه ستكون هناك "عواقب وخيمة" إذا تقاعس الأسد عن تأمين أسلحته للدمار الشامل. وكانت هذه أكثر التعبيرات صراحة للرئيس أوباما حتى الآن عن احتمال التدخل العسكري وحذر سوريا من استخدام اسلحته غير التقليدية ومن نقلها بطريقة تنطوي على تهديد. وقال أوباما "لقد أوضحنا بجلاء لنظام الأسد وأيضا للاعبين آخرين على الأرض من أن خطا أحمر في نظرنا سيعبر إذا بدأنا نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية يجري نقلها أو استخدامها. سيغير ذلك حساباتي." وقال أوباما في مؤتمر صحفي لم يكن مقررا سلفا في البيت الأبيض "لا يمكن أن نقبل سقوط اسلحة كيماوية او بيولوجية في ايدي من يجب ألا تكون في ايديهم." واقر بانه ليس "واثقا تماما" من ان مخزون تلك الاسلحة آمن. وقال أوباما إن القضية مبعث قلق لا لواشنطن وحدها بل ايضا لحلفائها في المنطقة بما فيهم إسرائيل. وقال إن الولاياتالمتحدة تضع "مجموعة متنوعة من خطط الطوارئ" لكنه لم يفصح عن التفاصيل. وقال دبلوماسيون أمريكيون لرويترز الاسبوع الماضي ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يناقشون سيناريو أسوأ الاحتمالات الذي قد يتطلب نشر عشرات الآلاف من القوات البرية في سوريا لتأمين مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية عقب سقوط حكومة لأسد. وتفترض هذه المناقشات السرية ان كل القوات الأمنية للأسد سوف تتفكك تاركة مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية عرضة للنهب. ويفترض هذا السيناريو أيضا ان هذه المواقع لا يمكن تأمينها أو تدميرها من خلال القصف الجوي وحده بالنظر إلى ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر صحية وبيئية. غير ان مسؤولا أمريكيا قال متحدثا شريطة ألا ينشر اسمه ان الولاياتالمتحدة ليس لديها مع ذلك خطط لنشر قوات في سوريا. ولا يرغب أوباما الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثانية في نوفمبر تشرين الثاني في مشاركة الولاياتالمتحدة في حرب اخرى في الشرق الأوسط بل ويرفض تسليح المعارضة السورية. وأقرت سوريا الشهر الماضي وللمرة الاولى بامتلاك أسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت انها قد تستخدمها اذا تعرضت لهجوم خارجي وهو تهديد اثار تحذيرات قوية من واشنطن وحلفائها. وعبرت دول غربية وإسرائيل عن مخاوفها من وصول اسلحة كيماوية إلى ايدي جماعات متشددة مع تآكل سلطة الأسد. وقالت إسرائيل انه إذا استغلت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من سوريا الوضع للسيطرة على تلك الاسلحة فانها سوف "تتحرك على الفور وبأقصى قوة". وعندما سئل هل يتصور احتمال استخدام قوات أمريكية على الأقل لتأمين ترسانة سوريا من الاسلحة الكيماوية قال أوباما "نراقب هذا الوضع باهتمام شديد. أعددنا مجموعة خطط للطوارئ." ويقول موقع جلوبال سيكيورتي الذي يجمع تقارير مخابرات منشورة وبيانات اخرى انه يوجد اربعة مواقع يشتبه في انها تضم أسلحة كيماوية في سوريا وهي شمالي دمشق وقرب حمص وفي حماة وقرب ميناء اللاذقية على البحر المتوسط. وأضاف من دون الافصاح عن مصادره ان الاسلحة التي تنتجها تشمل غاز الاعصاب في.اكس والسارين والتابون. . وقال "المجتمع الدولي بعث برسالة واضحة بأن عليه التحرك في اتجاه انتقال سياسي بدلا من أن يجر بلاده إلى حرب أهلية." وأضاف "لكن احتمال حدوث تغيير سلمي يبدو بعيد المنال في هذه المرحلة." وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة قدمت بالفعل مساعدات إنسانية للاجئين السوريين بقيمة 82 مليون دولار "ومن المرجح ان نفعل اكثر من ذلك بقليل" للحيلولة دون زعزعة الاستقرار في الدول المجاورة لسوريا.