رصد خبراء الدفاع المدني أمس، صدعين عميقين بطول 700 متر والآخر بطول ثلاثة كيلو مترات، قريبين جداً من نقطة الهزة الأرضية في حرة الشاقة في المدينةالمنورة. وأكد الفريق العلمي، الذي رصد جوا هذه التطورات، أنه لا وجود لانبعاث غازية، وأوضح المهندس جيولوجي الرائد الدكتور عبد العزيز الزهراني، أن الأوضاع ربما تعود إلى الهدوء، لكنه عاد ليؤكد احتمالية وقوع هزة، لافتا «لن نتأكد من زوال الخطر إلا بعد مرور عدة أيام من الهدوء الحاصل الآن». وأشار إلى أن تصريحات الدفاع المدني حول حرة الشاقة كانت واضحة منذ البداية، بأنها تغيير في نمط الهزات الأرضية، لأن لكل منطقة في العالم نمطا لتلك الهزات طبيعية وغير محسوسة، وبعد رصدنا لهذه الهزات تابعنا الوضع بدقة، وبدأنا نتخذ إجراءات وقائية واحترازية بشكل تدريجي، وفي أربع مراحل، بدأنا بالتوعية وتوضيح حقيقة الهزازات الزلزالية ودرجاتها وعمقها وموقعها في الحرة البركانية، ثم ركزنا على المؤشرات التي تفيدنا في معرفة حدوث الثوران البركاني من عدمه، وعند زيادة معدل قوة الهزات وتتابعها شرعنا في عمليات الإخلاء القسري لثلاث قرى هي الهدامة والقراصة والعميد، وفي الصباح أخليت قريتان مجاورتان للحرة، وتركنا العيص دون إخلاء، ومنحنا أهلها حرية الاختيار في الإخلاء أو ما يعرف بالإخلاء الطوعي، إلى أن دخلنا في المرحلة الأخيرة بإخلاء العيص والقرى المحيطة لها قسريًّا وذلك مساء الثلاثاء الماضي. وحول آلية الإيواء لمخيم الفقعلي أشار الزهراني إلى أن المخيم يعد إيواء أوليا، كوننا بحاجة لأخذ معلومات المواطنين وتوثيق بياناتهم، ومن ثم فرزهم للمدينة أو ينبع. وأشار المهندس الجيولوجي إلى أن الدفاع المدني لم يستعن بخبراء من دول تعيش واقع العيص، لأن خبراتنا، وإن لم تحصل لدينا زلازل وبراكين، إلا أنها ذات كفاءة عالية في التعامل مع هذه الأحداث، مؤكدا عدم حدوث خسائر بشرية إلى الآن، وانحصرت على التصدعات في المباني ليس إلا. ولفت المهندس الزهراني إلى وجود مؤشرات لثوران بركاني لكنها لا تعد دلائل قطعية، حيث أبرز المؤشرات هي الرجفات البركانية التي تدل فعلا عن قرب انبعاث البركان، لكن الحالة الجيولوجية لحرة الشاقة لم تصل لهذه المرحلة حتى الآن، وإنما ظهرت مؤشرات أخرى كارتفاع منسوب مياه الآبار وارتفاع درجة حرارتها وتتابع الهزازات الزلزالية وتزايد قوتها وتصاعد قيم غاز الرادون. ودعا الزهراني الأهالي لوضع الكمامات المعطاة لهم؛ كونها تحميهم وهي واقيات تنفس؛ لأن الرماد أو الغبار البركاني هو أسود ودقيق جدًا كالبودرة، ومضر صحيًّا إذا تم استنشاقه، وهذه الكمامات كفيلة بالحماية منه. وفسر المهندس الزهراني الاختلاف بين رصد هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لهزة الثلاثاء بقوة 5.39 درجات، فيما رصدها المرصد الأوروبي بقوة 5.5، والأمريكي 5.7، بأن المراصد الأجنبية سواء أمريكية أو أوروبية ترصد الهزات فقط من مناطق بعيدة من خلال الأقمار الصناعية، بينما المراصد السعودية، سواء التابعة لهيئة المساحة أو الدفاع المدني، ترصد من منطقة قريبة، ويمكنها تحليل الهزة وحركة الصهارة تحت السطحية لا الاكتفاء بإيجاد قوة الهزة فقط. من جهتها، أكدت هيئة المساحة الجيولوجية، في بيان لها أمس، أن النشاط الزلازلي في حرة الشاقة بدأ في الانخفاض من حيث العدد والقوة، ولم يتم تسجيل أي آثار للرجفات البركانية القريبة من السطح، كما أنه لم يتم رصد أي أبخرة متصاعدة على الإطلاق.