ألقت توابع السيول بظلالها في مناطق مختلفة، وتبدو آثارها السلبية أشد وطأة في حائل، العرضية الشمالية والحوية والعرفاء «شمال الطائف». وبينما قطعت السيول التيار الكهربائي عن 50 قرية في العرضية، قال مواطنون في حائل انهم اخرجوا مركباتهم بانفسهم زاعمين تأخر الدفاع المدني في اخراجها من المناطق التي ضربتها السيول أخيرا في شمال وجنوب المنطقة. ولكن مصادر أكدت عدم مسؤولية الدفاع المدني عن استخراج مثل هذه المركبات العالقة، معتبرة أصحابها متهورين ومجازفين، ولم يلتزموا بتعليمات وتحذيرات الجهاز، وساروا بسياراتهم في الأودية والمواقع المعرضة للسيول، واستمرار بقاء بعض المركبات المحتجزة في مواقعها يتساءل البعض: أين الدفاع المدني؟. وبادر مجموعة من الشباب باستخراج مركبتين غارقتين في سد عقدة الشهير أمس، مشيرين إلى أن قوارب الاستكشاف لم تستطع معرفة مكان المركبتين الغارقتين في وقت مبكر على حد تعبيرهم قبل أن يكتشفهما عامل. وفي المقابل، أكد مصدر مسؤول في الدفاع المدني أن التهور والمغامرات غير المحسوبة لا صلة للدفاع المدني بها إلا في حالة تورط المتهور مع مركبته. وأردف قائلا: «في هذه الحالة يتم إنقاذ المركبة ومن فيها، وفي حالة سلامة قائد المركبة وثبات تهوره في اقتحام الأودية فهو المسؤول عن تصرفه والمكلف الأول بإخراج ممتلكاته». وأضاف المصدر: «دور الدفاع المدني بشكل عام يتلخص في: مجموعة الإجراءات والأعمال اللازمة لحماية السكان والممتلكات العامة والخاصة من أخطار الحريق والكوارث والحروب والحوادث المختلفة، وكذلك إغاثة المنكوبين، تأمين سلامة المواصلات والاتصالات، سير العمل في المرافق العامة وحماية مصادر الثروة الوطنية في زمن السلم وحالات الحرب والطوارئ، مؤكدا أنه لا يوجد ما ينص على معالجة أخطاء الغير، خاصة المجازفين والمتهورين في حالة خروجهم بسلام من الحادثة، لافتا إلى أن هؤلاء يتحملون مسؤولية تهورهم، ويقف دور الدفاع بين الحماية والإغاثة. وفي العرضية الشمالية قطعت السيول التيار الكهربائى عن 50 قرية، بعد صواعق ورياح شديدة ضربت قرى العوامر لمدة ساعتين على فترات متقطعة، قبل أن تتدخل فرقة الطوارىء الوحيدة وتعيد التيار مرة أخرى. كما عزل سيل وادي الملحة للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام عددا من القرى على جانبي الوادي لأكثر من 4 ساعات. ودعا المواطنون إدارة الطرق بسرعة التدخل وإعادة تعبيد طريق وادي الملحة، الذي تعبره مئات المركبات يوميا لإيصال الطلاب والطالبات إلى مدارسهم. وطالب عبد الله إبراهيم الشمراني شركة الكهرباء بتعزيز مكتب الطوارئ في نمرة بالموظفين، حتى يتمكنوا من تغطية المنطقة، مشيرا إلى أن اثنين فقط في كل فترة يخدمان قرى يسكنها أكثر من 100 ألف نسمة. كما شملت الأمطار والرياح الشديدة محافظات المخواة وبطاط وغامد والمراكز التابعة لها، وتسببت في اقتلاع السور الحديدي لمشروع مستشفى المخواة دون حدوث إصابات. وفي سياق متصل هطلت أمطار غزيرة البارحة الأولى على مناطق العرفاء والحوية شمال الطائف واستمر هطولها أكثر من ساعة ونصفا، وسالت على إثرها بعض الأودية والشعاب، وسجلت الجهات الأمنية بعض الحوادث المرورية، ولم تسجل عمليات الدفاع المدني أية بلاغات عن مفقودين.