معلومات هي الأخطر فيما يتعلق بمقتل زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن الذي أصبح مقتله أحد أهم الجسور التي يحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الارتكاز عليها كي يعبر من خلاله إلى كرسيه لفترة رئاسية ثانية. المعلومات إن صحت فهي تنافي البيانات الرسمية الأمريكية التي روجت لها الولاياتالمتحدةالأمريكية، كشف عنها الكاتب في جريدة الشروق المصرية وأحد أبرز الكتاب المصريين فهمي هويدي، الذي ظل محتفظاً بها لأكثر من شهرين، وذلك في مقال كتبه في جريدة الشروق، واصفاً أوباما بالذي يرقص على جثة بن لادن، لإعادة انتخابه. حيث قال الكاتب في مقالته، التي نشرت أمس تحت عنوان "رأس بن لادن في أمريكا": "عندى كلام فى الموضوع أحتفظ به منذ شهرين، يضيف بعض المعلومات المهمة عن العملية. ويشكك فى أهم التفاصيل التى جرى الترويج لها فى القصة المذاعة. وما حصلته لم يكن نتيجة جهد بذلته، ولكنها معلومات ترددت كثيرا فى نشرها لحساسيتها وخطورتها، مبيناً أن مصدر المعلومات باحث أمريكى محترم، له اسمه العالمى فى مجال التحرى والاستقصاء، ظل يتتبع التفاصيل ويدقق فيها مستجوبا كل من كانت له صلة بالموضوع. وحين وضع يديه على القصة كاملة فإنه أدرك خطورتها وأحجم عن نشرها. لاعتبارات قدر أنها تمس الأمن القومى الأمريكى. ولذلك فإنه قرر الاحتفاظ بما توصل إليه فى الوقت الراهن، وتحدث إلى نفر من خاصته عن جانب من الصورة التى وقع عليها. وأضاف هويدي: لا أخفى أنه ليس بمقدورى أن أتحقق مما سمعت من معلومات خطيرة، لأن أسرار العملية لا تزال مدفونة بعيدا فى كواليس ودهاليز الاستخبارات الأمريكية، ولا أظن أنها سترى النور فى وقت قريب. ولولا ثقتى فى صدق ووزن وكفاءة المصدر لما جرؤت على ذكر أى منها. وقد شجعنى على أن أبوح بالقدر الذى سمعته أن بعض المعلومات المهمة فى الموضوع جرى التعتيم عليها، واستبدالها بروايات خاطئة تبعد المتلقى كثيرا عن الحقيقة. وسأكتفى هنا بمعلومتين أساسيتين حول القبض على بن لادن وقتله. وعن معلومة القبض على بن لادن، قال الكاتب: الرائج أن المخابرات المركزية تعرفت على مكان بن لادن بعدما توصلت بعد جهد شاق وطويل إلى وسيط له كان ينقل إليه المعلومات. وهو كلام لا أستطيع أن أنفيه، لكنى أضيف عليه أن الأمريكيين تلقوا معلومات سرية تفيد بأن بن لادن فى مكان تسيطر عليه المخابرات الباكستانية. ولم يكن يعرف هذا المكان غير رجلين اثنين فقط، رئيس المخابرات والرجل الثانى بعده، وقد نجحت المخابرات الأمريكية فى التوصل إلى الرجل الثانى، الذى أنكر فى البداية أى معرفة له بالموضوع، ولكنه ضعف أمام إغراء 30 مليون دولار عرضت عليه لكى يدلهم على مكانه. وأشارت المقالة إلى أنه عندما تعذر تدبير هذا المبلغ من الخزانة الأمريكية، قامت دولة خليجية بتوفير المبلغ لتكتمل الصفقة، وحين وصلت المعلومة إلى الطرف الأمريكى، تسلم الرجل المبلغ ثم اختفى تماما ولم يظهر له أثر فى باكستان ولم يعرف له مكان خارجها. أما عن المعلومة الثانية، التي تتعلق بقتل بن لادن، قال الكاتب إن الرجل حين انقض عليه رجال العمليات الخاصة وهو نائم، أطلقوا عليه 120 طلقة رصاص حتى اطمأنوا على الإجهاز عليه. وليس صحيحا أن جثمانه ألقى بعد ذلك فى بحر العرب كما ذكرت البيانات الرسمية. ولكن الذى حدث أن رأسه قطع وحمل بالطائرة إلى واشنطن، فى حين أن جثمانه ألقى فوق جبال هندكوشتى الشاهقة. وتابع: الرجل الذى جمع هذه المعلومات لديه الكثير منها، لكنه لا يريد أن يفصح عما حصله. للسبب الذى ذكرته، وأكرر أننى أعرف قدره وأثق فى مصادره وقدرته على الغوص وراء الأسرار، ولذلك غامرت بنقلها عنه. وإذا كان قد رفض أن يبوح بما عنده وأن ينشر شيئا عن نتائج بحثه المضنى الذى استمر عدة سنوات، فلعلك تدرك لماذا كان على أن احتفظ باسمه.