في ظل الجهود العلمية الرامية إلى البحث عن علاج ناجع لحل مشكلة الرؤية لفاقدي البصر؛ نجح الباحثون في التوصل إلى ابتكار عيون صناعية لحل مشكلة العمى أو على الأقل لتجميل التشوهات الموجودة لدى البعض. وجاءت أحدث هذه الابتكارات متمثلة في كشف فريق علمي ياباني عن نجاحه في تحويل خلايا جذعية مأخوذة من فئران التجارب إلى عين بدائية. وقال رئيس الفريق البحثي يوشيكي ساساي، إن فريقه نجح في استخدام الخلايا الجذعية المستخلصة من الفئران، في تنمية بنية بصرية تضم الشبكية، وتحوي خلايا تتحسس الضوء، وخلايا عصبية ضرورية للرؤية السليمة؛ ما قد يمكن من زراعة أجزاء في العين البشرية التي أصابتها أمراض مدمرة، حسب صحيفة "الوطن" السعودي. ومن الفئران إلى النعام؛ فقد كشفت مؤسسة "أوبتيميد" البريطانية مؤخرًا عن مشروع "النعام الطبي" النموذجي، الذي يهدف إلى تربية أنواع نادرة من النعام تؤخذ قرنيتها التي تتشابه إلى حد كبير مع قرنية عين الإنسان. ويعتمد المشروع على طرق الهندسة الوراثية اعتمادًا أساسيًّا، فيقدم قرنية يستخدمها مرضى العيون الذين يحتاجون إلى إجراء جراحات زراعة القرنية من أجل استعادة إبصارهم. وبعيدًا عن عالم الحيوان؛ فقد نجح باحثون من "معهد فراون هوفر" لعلم البصريات الدقيقة في دويسبرج بألمانيا؛ في ابتكار حدقة عين لا سلكية بديلة، من شأنها إعادة الإبصار ولو جزئيًّا إلى من فقدوا بصرهم بسبب تلف الشبكية أو الإصابة بمرض فيها. وأوضح العلماء الألمان أن الابتكار يعتمد على نظام متكامل يشمل زرع نسيج بصري بديل إضافة إلى موصل خارجي مثبت في إطار نظارة، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وفي إطار عمليات التجميل، تخصَّصت السيدة السعودية "آلاء بحري" في صناعة العيون الصناعية للمصابين الذين فقدوا أعينهم؛ فقد أكملت دراستها التخصصية في أمريكا وإسبانيا، وبادرت بافتتاح أول مركز متخصص للعيون الصناعية في السعودية ومنطقة الخليج، حسب صحيفة "الاتحاد". وتقول آلاء: "إن جراحات العيون الصناعية «التجميلية»، لا تقتصر على جراحات العيون الصناعية فقط التي شهدت تطورات هائلة في السنوات الأخيرة؛ ما يمكن المريض من الحياة بعين صناعية شديدة الشبه بالعين الطبيعية. ويمكن جعلها تتحرك في كافة الاتجاهات؛ حتى تكون شديدة القرب من العين الطبيعية". وفي تعليقه على هذه الابتكارات، قال الدكتور مصطفى الحلو أستاذ أمراض العيون لmbc.net: "حتى الآن، كل هذه المشاريع العلمية لا تزال في طور البحث، ولم تصل إلى حد التطبيق العملي؛ فأقصى ما يمكن أن تراه هذه العيون المبتكرة خيالات لا رؤية حقيقة". وأوضح أن "طبيعة العين البشرية معقدة جدًّا؛ الأمر الذي يجعل التوصل إلى ابتكار مماثل يؤدي وظيفتها نفسها أمرًا لا يستهان به"، معتبرًا هذه الأبحاث خطوات على الطريق لحل مشكلة الرؤية لدى ملايين البشر.