تتراقص الفرحة في عيني كل أم حينما تعرف أن في أحشائها جنينًا.. وتكبر الفرحة مع أول ابتسامة وأول صرخة لفلذة الكبد..تتفانى الأم وتبذل عمرها وراحتها لأجله أو لأجلها، وتمر السنون ليحين وقت حصاد الغرس.. ترى ماذا تحصد أمهاتنا؟.. وماذا يجنى آباؤنا من سعى العمر الطويل ومعاناة السنين؟.. في احد مستشفيات مكهالمكرمه امرأه بلغت من العمر الثمانين او اكثر بقليل اطلقت اهات تدمي القلوب وتدمع العيون، والحزن يسكن عينيها.. فلا اجابها غير تلك الدموع التي تحجرت في عينيها أشارت إليها الممرضة بحزن وقالت: القلوب صارت مثل الحجارة،فقد نقلها ابنها إلى المستشفي وانصرف مرتاح الضمير، ولم يستجيب لاتصالات المستشفى لكي يحضر لاستلام والدته لتكمل هي مأساتها واهاتها واحزانها وحدها فياله من عقوق ونسي قول الله تعالى وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ﴾ ثم تأمل { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً }..